تتبنى آبل مساراً مختلفاً عن الشركات الكبرى في سباق الذكاء الاصطناعي، فبينما تعلن جوجل يومياً عن تحديثات وابتكارات، تتأخر آبل في طرح ميزات رئيسية مثل سيري، لكن التقارير الحديثة تشير إلى أن هذا التباطؤ ليس عشوائياً بل جزء من استراتيجية مدروسة.
بحسب تقرير من The Information، يرى عدد من كبار مسؤولي آبل أن نماذج اللغة الكبيرة ستتحول في المستقبل القريب إلى سلعة عالمية ومتاحة للجميع.
ومن هذا المنطلق، ترى آبل أن إنفاق مليارات الدولارات الآن على تطوير نماذج خاصة قد لا يكون الخيار الأنسب، بل تركز الشركة على مجالاتها التقليدية التي تتفوق فيها مثل أجهزة عالية الجودة، وأنظمة تشغيل متكاملة، وخدمات رقمية تتيح تجربة مستخدم سلسة ومترابطة.
ويرى محللون في وول ستريت، من بينهم دان آيفز من Wedbush Securities وأميت دارياناني من Evercore ISI، أن هذا النهج المحافظ قد يمثل ميزة استراتيجية. ففي الوقت الذي تستثمر فيه شركات مثل جوجل وميتا وOpenAI مبالغ ضخمة لتطوير نماذجها الخاصة، تراهن آبل على القيمة الناتجة من دمج الذكاء الاصطناعي داخل أجهزتها ونظامها البيئي بدلاً من امتلاك النماذج نفسها.
ومع ذلك تواصل آبل تطوير نماذج داخلية، وتدرس شراكات محتملة مع جوجل لدعم الإصدارات القادمة من سيري، وتؤكد فلسفتها التي تعتمد الانتظار حتى تنضج التقنيات ثم دخول السوق بمنتج متكامل ومتقن.
إذا أصبحت نماذج اللغة الكبيرة سلعة متاحة للجميع، فقد تمنحها آبل أفضلية مبنية على قدراتها في التصميم وتكامل أجهزتها وخدماتها.



