ذات صلة

اخبار متفرقة

استفاق من التخدير بلسانٍ آخر.. مراهق يفقد لغته الأم ويتحدث الإنجليزية

أفاق المراهق الهولندي من التخدير العام بعد جراحة بسيطة...

الإسناد العالمي للطقس: 22 كارثة ناجمة عن تغير المناخ خلال عام 2025

تقرير مبادرة إسناد الطقس العالمية يحذر من 22 كارثة...

سلسلة أكلات دايت بلا حرمان.. كلي براحتك واتبعي النظام الصحي

مفهوم الدايت بدون حرمان اعتمد مفهوم الدايت بدون حرمان كخيار...

ليست مشكلة في العظام.. هناك أكثر من سبب للشعور بألم تحت القفص الصدري

يتطلّب ألم أسفل القفص الصدري تقييمًا دقيقًا، فهذه المنطقة...

هل يؤدي التوتر إلى زيادة الإصابة بالمرض وما تأثيره على المناعة؟

تأثير التوتر على المناعة يؤثر التوتر في الجسم من خلال...

استفاق من التخدير بلسانٍ آخر.. مراهق يفقد لغته الأم ويتحدث الإنجليزية

تفاصيل الواقعة

استيقظ المراهق البالغ 17 عامًا من التخدير العام ليجد نفسه غير قادر على التحدث بلغته الأم، بينما يتحدث الإنجليزية بطلاقة رغم أنها ليست لغته اليومية الأساسية. أُجري له إجراء جراحي روتيني في الركبة لعلاج إصابة رياضية، وكانت الجراحة تسير بدون مضاعفات ظاهرة، غير أن المفاجأة حدثت فور إفاقته عندما تواصل مع الطاقم الطبي باللغة الإنجليزية، وهو يعتقد أنه في بلد آخر، وغير قادر على فهم أو نطق لغته الأم. في البداية اعتقد الأطباء أن الحالة مجرد ارتباك مؤقت بعد التخدير وهو أمر معروف، خصوصًا بين الشباب، لكن استمرارها لساعات دفع الفريق الطبي إلى إجراء تقييمات دقيقة.

أظهرت الفحوص أن المراهق كان واعيًا بالكامل ومستجيبًا للأوامر، ولا يوجد تلف أو خلل عصبي. كما كان يتحدث الإنجليزية بلهجة مميزة، ولكنه لا يستطيع التحدث بلغته الأم في تلك المرحلة مع قدرة محدودة على فهمها. وبعد استبعاد أسباب عصبية خطيرة مثل السكتة الدماغية أو إصابة دماغية، توصل الأطباء إلى تشخيص نادر.

التقييم الطبي

شُخِّصت الحالة بما يُعرف طبيًا باسم متلازمة اللغة الأجنبية، وهي حالة نادرة يفقد فيها المريض مؤقتًا القدرة على استخدام لغته الأم، ويتواصل بلغة سبق له تعلمها. وتؤكد الفرق الطبية أن هذه المتلازمة تختلف عن «متلازمة اللكنة الأجنبية»، حيث يكتسب المريض لكنة أثناء حديثه بلغته الأم، بينما في هذه الحالة يكون التحول اللغوي كاملًا إلى لغة أخرى.

لماذا تحدث هذه الحالة والتفسير المحتمل

حتى الآن، لا يوجد تفسير قاطع، لكن يُرجَّح أن تكون عدة عوامل مساهمة، منها اضطراب مؤقت في مراكز اللغة بالمخ نتيجة التخدير العام، وهذيان الإفاقة أثناء استعادة الوعي، إضافة إلى تأثير نفسي عصبي مرتبط بالتوتر أو الصدمة الجسدية. ويشير الأطباء إلى أن الدماغ قد يلجأ أحيانًا إلى لغة مكتسبة ثانية تكون «أقل تحميلًا عاطفيًا» في حالات الارتباك المؤقت.

تطور الحالة والنتيجة

بعد نحو 18 ساعة من الجراحة، بدأ المراهق في استعادة قدرته على فهم اللغة الأم تدريجيًا، لكنه ظل غير قادر على التحدث بها بطلاقة. وفي اليوم التالي، وخلال زيارة أصدقائه له بالمستشفى، حدث التحسن المفاجئ حيث عاد للتحدث بلغته الأم بشكل طبيعي تمامًا. غادر المراهق المستشفى بعد أيام قليلة، دون أي آثار جانبية أو مضاعفات لاحقة.

خلاصة الرسالة الطبية

تُعد هذه المتلازمة من الحالات النادرة جدًا، حيث لم يُسجّل في الأدبيات الطبية سوى عدد محدود جدًا من الحالات المشابهة حول العالم، وغالبًا بين البالغين، مما يجعل هذه الواقعة واحدة من أندر الحالات الموثقة بين المراهقين. تؤكد الفرق الطبية أن هذه الحالات، وإن بدت غريبة، غالبًا ما تكون مؤقتة وغير خطيرة ولا تشير بالضرورة إلى مرض عصبي دائم، لكنها تفتح باب البحث لفهم العلاقة المعقدة بين الدماغ واللغة والتخدير العام. تحمل الواقعة رسالة تذكيرية بأن الدماغ البشري يظل يحمل أسرارًا كثيرة، وأن العلم يتعلم دائمًا من مثل هذه الحالات الاستثنائية.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على