ذات صلة

اخبار متفرقة

بفضل الذكاء الاصطناعي.. اكتشاف نوعين جديدين من التصلب المتعدد

تفاصيل الدراسة اكتشف فريق من جامعة كوليدج لندن دراسة شملت...

دراسة تحذر من أن تعرض الرضع للشاشات يؤثر على نمو الدماغ

أظهرت دراسة جديدة أجرتها كلية الطب في جامعة سنغافورة...

نجاح تجربة على الفئران في علاج الزهايمر: ماذا قال العلماء؟

أعلن فريق من العلماء الأمريكيين نجاحهم في علاج مرض...

بيتكوين ترتد هامشيًا لكنها تتجه لتسجيل خسائر سنوية تفوق 5%

ارتفعت بيتكوين ارتفاعاً طفيفاً خلال تعاملات اليوم الأربعاء، لكنها...

إذا لم تتمكن من الحصول على آيفون 17، فلماذا سيكون آيفون 18 الخيار الأفضل؟

تشير التوقعات إلى أن آبل قد تُعيد ترتيب جدول...

استفاق من التخدير بلسانٍ آخر.. مراهق يفقد لغته الأم ويتحدث الإنجليزية

تفاصيل الواقعة

استيقظ المراهق البالغ 17 عامًا من التخدير العام ليجد نفسه غير قادر على التحدث بلغته الأم، بينما يتحدث الإنجليزية بطلاقة رغم أنها ليست لغته اليومية الأساسية. أُجري له إجراء جراحي روتيني في الركبة لعلاج إصابة رياضية، وكانت الجراحة تسير بدون مضاعفات ظاهرة، غير أن المفاجأة حدثت فور إفاقته عندما تواصل مع الطاقم الطبي باللغة الإنجليزية، وهو يعتقد أنه في بلد آخر، وغير قادر على فهم أو نطق لغته الأم. في البداية اعتقد الأطباء أن الحالة مجرد ارتباك مؤقت بعد التخدير وهو أمر معروف، خصوصًا بين الشباب، لكن استمرارها لساعات دفع الفريق الطبي إلى إجراء تقييمات دقيقة.

أظهرت الفحوص أن المراهق كان واعيًا بالكامل ومستجيبًا للأوامر، ولا يوجد تلف أو خلل عصبي. كما كان يتحدث الإنجليزية بلهجة مميزة، ولكنه لا يستطيع التحدث بلغته الأم في تلك المرحلة مع قدرة محدودة على فهمها. وبعد استبعاد أسباب عصبية خطيرة مثل السكتة الدماغية أو إصابة دماغية، توصل الأطباء إلى تشخيص نادر.

التقييم الطبي

شُخِّصت الحالة بما يُعرف طبيًا باسم متلازمة اللغة الأجنبية، وهي حالة نادرة يفقد فيها المريض مؤقتًا القدرة على استخدام لغته الأم، ويتواصل بلغة سبق له تعلمها. وتؤكد الفرق الطبية أن هذه المتلازمة تختلف عن «متلازمة اللكنة الأجنبية»، حيث يكتسب المريض لكنة أثناء حديثه بلغته الأم، بينما في هذه الحالة يكون التحول اللغوي كاملًا إلى لغة أخرى.

لماذا تحدث هذه الحالة والتفسير المحتمل

حتى الآن، لا يوجد تفسير قاطع، لكن يُرجَّح أن تكون عدة عوامل مساهمة، منها اضطراب مؤقت في مراكز اللغة بالمخ نتيجة التخدير العام، وهذيان الإفاقة أثناء استعادة الوعي، إضافة إلى تأثير نفسي عصبي مرتبط بالتوتر أو الصدمة الجسدية. ويشير الأطباء إلى أن الدماغ قد يلجأ أحيانًا إلى لغة مكتسبة ثانية تكون «أقل تحميلًا عاطفيًا» في حالات الارتباك المؤقت.

تطور الحالة والنتيجة

بعد نحو 18 ساعة من الجراحة، بدأ المراهق في استعادة قدرته على فهم اللغة الأم تدريجيًا، لكنه ظل غير قادر على التحدث بها بطلاقة. وفي اليوم التالي، وخلال زيارة أصدقائه له بالمستشفى، حدث التحسن المفاجئ حيث عاد للتحدث بلغته الأم بشكل طبيعي تمامًا. غادر المراهق المستشفى بعد أيام قليلة، دون أي آثار جانبية أو مضاعفات لاحقة.

خلاصة الرسالة الطبية

تُعد هذه المتلازمة من الحالات النادرة جدًا، حيث لم يُسجّل في الأدبيات الطبية سوى عدد محدود جدًا من الحالات المشابهة حول العالم، وغالبًا بين البالغين، مما يجعل هذه الواقعة واحدة من أندر الحالات الموثقة بين المراهقين. تؤكد الفرق الطبية أن هذه الحالات، وإن بدت غريبة، غالبًا ما تكون مؤقتة وغير خطيرة ولا تشير بالضرورة إلى مرض عصبي دائم، لكنها تفتح باب البحث لفهم العلاقة المعقدة بين الدماغ واللغة والتخدير العام. تحمل الواقعة رسالة تذكيرية بأن الدماغ البشري يظل يحمل أسرارًا كثيرة، وأن العلم يتعلم دائمًا من مثل هذه الحالات الاستثنائية.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على