أظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال مخاطر إعطاء الأطفال هواتف ذكية في سن مبكر، مع ارتباط ذلك باضطرابات النوم والسمنة وزيادة احتمالية الاكتئاب خلال مرحلة مبكرة من المراهقة.
نتائج رئيسية
قاد ران بارزيلاي، أستاذ الطب النفسي وطبيب نفسي متخصص في طب الأطفال والمراهقين بمستشفى الأطفال في فيلادلفيا، دراسة تحليل بيانات أكثر من 10,500 طفل من 21 موقعًا في الولايات المتحدة، وتركَّزت على الفترة الحساسة بين الطفولة والمراهقة. وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين حصلوا على هاتف ذكي في سن 12 عامًا كانوا أكثر عرضة بنسبة تجاوزت 60% لسوء النوم وبنسبة أكثر من 40% للإصابة بالسمنة مقارنةً بأقرانهم الذين حصلوا على الهواتف في سن 13 عامًا.
ومن بين 3,486 مراهقًا لم يمتلكوا هواتف ذكية في سن 12 عامًا، فإن من حصلوا على هواتف خلال العام التالي أبلغوا عن اضطرابات نفسية سريرية ونقص في النوم بمعدلات أعلى، حتى بعد ضبط العوامل الأساسية للصحة النفسية والنوم.
وخلصت الدراسة إلى أن امتلاك الهاتف الذكي في بداية المراهقة يرتبط بشكل واضح بالاكتئاب والسمنة واضطرابات النوم، وتدعو إلى وضع سياسات عامة لحماية الأطفال والمراهقين من الآثار السلبية للتكنولوجيا.
التأثير والسياسات المتبعة عالميًا
وتأتي هذه النتائج في سياق قلق عالمي حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأطفال، حيث أعلنت أستراليا حظر الوصول إلى منصات مثل تيك توك وإنستغرام للأطفال دون سن 16 عامًا، مع تطبيق الحظر اعتبارًا من 10 ديسمبر.
وتدرس ماليزيا ودول أخرى اتخاذ إجراءات مشابهة خلال العام المقبل، فيما أقرت عدة ولايات أميركية قوانين تقيد وصول الأطفال إلى وسائل التواصل الاجتماعي، من بينها أركنساس وكاليفورنيا وفلوريدا وجورجيا ولويزيانا وميسيسيبي وأوهايو وتينيسي، وتُشترط فيها موافقة الوالدين على حسابات المراهقين الأصغر سنًا.
تعزز هذه الدراسة الجدل العالمي حول توقيت امتلاك الأطفال للهواتف الذكية وتؤكد الحاجة إلى تشريعات وإرشادات واضحة توازن بين فوائد التكنولوجيا وحماية الصحة النفسية والجسدية للأجيال الناشئة.
