ذات صلة

اخبار متفرقة

دراسة تحذِّر: الهواتف الذكية قبل 13 عامًا تهدّد الصحة النفسية والجسدية للأطفال

التأثير الصحي وتوقيت اقتناء الهاتف الذكي يؤكد بحث حديث منشور...

مؤسس Google Brain يقدم ثلاث نصائح للحصول على وظيفة في عام 2026

أوضح نج أن المشكلة الحقيقية في قطاع الذكاء الاصطناعي...

وصفة سهلة ولذيذة في الشتاء: طريقة عمل بسكويت الزنجبيل والقرفة

يُعد بسكويت الزنجبيل والقرفة أحد أبرز الحلويات الشتوية على...

وصفات بلا فرن، أكلات سهلة وسريعة لكل بيت

لماذا يفضل الكثيرون الوصفات بدون فرن؟ توفر الوصفات بدون فرن...

هل النوع الأول من السكري وراثي؟ كيف يبدأ المرض في الجسم

يتساءل الوالدان عندما يعرفان أن طفلهم مصاب بالسكري من النوع الأول عن السبب، فالفكرة أن المرض قد يكون مرتبطًا بالجينات تثير القلق خصوصًا حين يظهر في أكثر من جيل، لكن الوراثة ليست الحكم النهائي في هذه المعادلة المعقدة.

ترتبط الإصابة بالمرض بعوامل وراثية، لكن الجينات وحدها لا تكفي لتفسير ظهوره. فالمرض لا يورَّث بشكل مباشر كما يرث الأب اللون نفسه، بل يحتاج الجسم إلى اجتماع استعداد جيني مع محفّزات بيئية أو مناعية تجعل جهاز المناعة يهاجم خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الإنسولين.

كيف يبدأ المرض في الجسم؟

في هذا النوع من السكري، يخطئ جهاز المناعة في التعرف على خلايا بيتا في البنكرياس ويعاملها كعدو، فيهاجمها ويدمرها تدريجيًا، فيتوقف البنكرياس عن إنتاج الإنسولين الضروري لتنظيم السكر في الدم. عندها تظهر أعراض مثل العطش الشديد، التبول المتكرر، وفقدان الوزن رغم الشهية المفتوحة.

تدفع العوامل التي تتداخل مع الوراثة الجهاز المناعي إلى اتخاذ هذا القرار الخاطئ، ومن بين هذه العوامل وجود عدوى فيروسية في مرحلة مبكرة أو تواجد عوامل بيئية أخرى، فتتحول القابلية الوراثية إلى واقع ضمني يفتح باب الإصابة.

الجينات المسؤولة في الخطأ المناعي

تشير الأبحاث إلى أن بعض الجينات التي تتحكم في وظائف الجهاز المناعي تزيد من احتمالية الإصابة، خصوصًا تلك التي تنظم استجابة الجسم للمهاجمين الخارجيين. لكنها لا تعني الإصابة مباشرة، بل رفع مستوى القابلية فقط.

مثلاً، إذا كان أحد الوالدين مصابًا بالسكري من النوع الأول، فإن احتمال إصابة الطفل لا يتجاوز نحو 5 إلى 8 في المئة، وهو رقم أعلى من الطبيعي ولكنه ليس حاسمًا.

العوامل البيئية

تلعب العوامل البيئية دورًا مهمًا في تحويل القابلية الوراثية إلى واقع. بعض الدراسات تربط بين عدوى فيروسية أو التعرض لعوامل بيئية أخرى في الطفولة المبكرة، كما أن نقص فيتامين D في السنوات الأولى من الحياة أو التغذية المبكرة بحليب الأبقار قد يساهم في زيادة الاحتمالية لدى الأطفال المعرضين وراثيًا.

هل يمكن الوقاية أو التنبؤ بالمرض؟

لا توجد حتى الآن طريقة مؤكدة لمنع النوع الأول من السكري، لكن العلم يسعى للكشف عن وجود أجسام مضادة في الدم تشير إلى بداية نشاط مناعي ضد البنكرياس، وهذه المؤشرات قد تتيح التدخل مبكرًا لإبطاء أو منع تطور الحالة. كما أن اتباع نمط حياة صحي من غذاء متوازن ونشاط بدني يساعد في تقليل العوامل البيئية الضارة وتقوية المناعة الطبيعية.

وراثي… ولكن ليس حتميًا

من المهم أن نفهم أن وجود استعداد وراثي لا يعني حتمية الإصابة؛ كثير من الأطفال الذين يحملون استعدادًا وراثيًا لا يصابون بالمرض، بينما يصاب آخرون بلا تاريخ عائلي. لذلك ليس القلق هو المسيطر، بل اليقظة والمتابعة الطبية المنتظمة هي الأهم.

وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب لا يعني بالضرورة أن المرض سينتقل، ولكنه يبرر متابعة الطفل باهتمام وملاحظة علامات مبكرة لارتفاع السكر في الدم مثل التعب المستمر، فقدان الوزن، أو زيادة العطش. الكشف المبكر يبقى السلاح الأقوى لتجنّب المضاعفات الكبيرة.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على