يتكوّن الكوليسترول في الجسم كمادة ضرورية لبناء الهرمونات وفيتامين D وخلايا الجسم، إلا أن ارتفاعه يُعتبر من أخطر المشكلات الصحية الصامتة لأنه يتطور على مدى سنوات دون أعراض ظاهرية، وقد يؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية وحتى الخَرَف إذا تُرِك بلا علاج.
ما هو الكوليسترول ولماذا يشكل خطرًا؟
يُعد الكوليسترول جزءًا ضرورياً من وظائف الجسم، لكن المشكلة تتركز في ارتفاع الكوليسترول الضار LDL الذي يترسب في جدران الشرايين، مما يرفع احتمالات التصلب واضطرابات القلب. في المقابل، يعمل الكوليسترول الجيد HDL على نقل الزائد إلى الكبد ليُطرح من الجسم. انخفاض HDL أو ارتفاع LDL يزيدان من مخاطر أمراض القلب.
هل أدوية الستاتين كافية
يستخدم العديد من الأشخاص أدوية خفض الكوليسترول (الستاتين)، ورغم فعاليتها، فبعض المرضى يعانون من آثار جانبية مثل آلام العضلات واضطرابات الهضم. وتشير الدراسات إلى أن جزءاً من المرضى لا يصل إلى الخفض المستهدف للكوليسترول بعد فترة العلاج المعتادة، لذا يُوصى بتغيير نمط الحياة إلى جانب الدواء، أو حتى قبله في بعض الحالات.
تغييرات في نمط الحياة تخفض الكوليسترول بشكل فعّال
أولًا: العقلية الصحية: ابتعد عن فكرة الكمال أو الحميات القاسية، وتبنَّ أسلوباً مرناً يسمح بالالتزام على المدى الطويل، مع التركيز على التدرج بدلاً من الحرمان.
ثانيًا: تعديلات غذائية بسيطة: ازْدِد بالألياف القابلة للذوبان مثل الشوفان والعدس، وتناول الخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات بانتظام، وتقلل من الأطعمة فائقة المعالجة والدهون المشبعة. كما يمكن استبدال بعض اللحوم الحمراء بالبروتين النباتي مثل الصويا.
أطعمة فعالة في خفض الكوليسترول
الشوفان يساعد في خفض LDL بنطاق يصل إلى نسبة ملحوظة، وتُعد البقوليات كالعدس والفاصوليا من الاختيارات المفيدة، كما أن الأسماك الدهنية مثل الماكريل والسلمون غنية بالأوميغا-3، وتُسهم المكسرات وزيت الزيتون باعتدال في تحسين مستوى الكوليسترول.
التوتر وقلة النوم.. أعداء القلب الصامتون
يجلب التوتر المزمن زيادة في الرغبة باختيارات غذائية غير صحية، بينما ترتبط قلة النوم بانخفاض HDL وارتفاع السعرات الحرارية اليومية، لذا يُنصح بنوم منتظم وتقليل الكافيين والشاشات قبل النوم.
النشاط البدني يحدث فارقًا
تسهم التمارين في خفض LDL ورفع HDL، ولا يتطلب الأمر مجهوداً شديداً؛ فالمشي السريع والنشاطات اليومية مفيدة، مع هدف يصل إلى نحو 150 دقيقة من نشاط متوسط أسبوعياً، إضافة إلى تمارين القوة للحفاظ على العضلات وتحسين التمثيل الغذائي.
