يُعد ارتفاع الكوليسترول من أخطر المشكلات الصحية الصامتة، إذ يتطور على مدار سنوات دون أعراض واضحة، وقد يؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية وحتى الخرف إذا تُرك دون علاج.
ما هو الكوليسترول ولماذا يشكل خطرًا؟
يُعتبر الكوليسترول مادة ضرورية للجسم لتكوين الهرمونات وفيتامين D وبناء الخلايا، وتبدأ المشكلة عندما يرتفع LDL الضار الذي يترسب في جدران الشرايين، بينما يعمل الكوليسترول الجيد HDL على نقل الكوليسترول الزائد إلى الكبد للتخلص منه. انخفاض HDL أو ارتفاع LDL يزيد من خطر أمراض القلب.
هل أدوية الستاتين كافية
يتناول نحو 8 ملايين شخص أدوية خفض الكوليسترول (الستاتين)، ورغم فعاليتها إلا أن بعض المرضى يعانون من آثار جانبية مثل آلام العضلات واضطرابات الهضم. وتوضح الدراسات أن نحو نصف المرضى فقط يحققون الخفض المطلوب في الكوليسترول بعد عامين من العلاج، لذلك يوصي الأطباء بتغيير نمط الحياة إلى جانب الدواء، أو حتى قبله في بعض الحالات.
تغييرات في نمط الحياة تخفض الكوليسترول بشكل فعّال
اعتمد عقلية صحية بعيدة عن فكرة الكمال والحميات القاسية، وتبن أسلوباً مرناً يسمح بالالتزام على المدى الطويل وتدرجاً بدلاً من الحرمان. ثم أضف تعديلات غذائية بسيطة: الإكثار من الألياف القابلة للذوبان مثل الشوفان والعدس، وتناول الخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات بانتظام، وتقليل الأطعمة فائقة المعالجة والدهون المشبعة، واستبدال بعض اللحوم الحمراء بالبروتين النباتي مثل الصويا.
أطعمة فعالة في خفض الكوليسترول
اعتمد أطعمة فعالة في خفض الكوليسترول مثل الشوفان الذي يساهم في خفض LDL بنحو حتى 10%، وتكمن فائدته في الألياف القابلة للذوبان. وتُعزز البقوليات مثل العدس والفاصوليا خفض الكوليسترول، وتحتل الأسماك الدهنية كالماكريل والسلمون مكانة مهمة بفضل غناها بالأوميغا-3. كما يلعب تناول المكسرات وزيت الزيتون باعتدال دوراً في تحسين الملف الكوليستروي.
التوتر وقلة النوم.. أعداء القلب الصامتون
يؤدي التوتر المزمن إلى التوجه نحو خيارات غذائية غير صحية، أما قلة النوم فترتبط بانخفاض HDL ويزيد انخفاض النوم من استهلاك السعرات اليومية، لذا يُنصح بنظام نوم منتظم وتقليل الكافيين والشاشات قبل النوم.
النشاط البدني يحدث فارقًا
تساعد التمارين على خفض LDL ورفع HDL، ولا يشترط نشاط عنيف؛ فالمشي السريع والأنشطة اليومية مفيدة، فالقـدْر هو 150 دقيقة من نشاط معتدل أسبوعيًا. وتُعد تمارين القوة مهمة للحفاظ على العضلات وتحسين التمثيل الغذائي.
