دراسة تحسم الجدل حول عدد ساعات النوم المثالي لزيادة النشاط وتقليل خطر الوفاة المبكرة

توضح نتائج دراسة حديثة أن التوازن بين النوم وممارسة النشاط البدني قد يكون عاملًا حاسمًا في الوقاية من الأمراض المزمنة وتقليل مخاطر الوفاة المبكرة، مع الإشارة إلى أن النوم لفترات أطول ليس الخيار الأفضل للصحة.

كم ساعة نوم هي الأفضل؟

أوضحت الدراسة وجود ما يُشار إليه بـ”النقطة الذهبية” التي تتقاطع فيها النوم مع النشاط البدني، حيث يترافق عدد ساعات النوم مع مستوى الحركة في اليوم التالي. وفقًا للنتائج، فإن الأشخاص الذين ينامون من 6 إلى 7 ساعات ليلاً يسجلون أعلى عدد من الخطوات في اليوم التالي، بينما يرتبط النومُ لأطول من ذلك بانخفاض في النشاط البدني.

ومن ناموا 6 ساعات سجلوا نحو 340 خطوة إضافية مقارنة بمن ناموا 8 ساعات، بينما سجل من ناموا 7 ساعات نحو 237 خطوة إضافية مقارنة بنوم 8 ساعات.

شملت الدراسة أكثر من 70 ألف شخص بالغ من نحو 250 موقعًا، واستمرت المتابعة لمدة ثلاث سنوات ونصف. استخدم المشاركون أجهزة تتبع للنوم واللياقة البدنية لقياس ساعات النوم وعدد الخطوات اليومية، وظهر تزاوج بين النوم والنشاط: فقلة النوم (أقل من 6 ساعات) ارتبطت بنشاط بدني أقِل، والإفراط في النوم (>8 ساعات) بانخفاض في النشاط، بينما كان التوازن الأفضل في نطاق 6–7 ساعات نوم.

لماذا النتائج مهمة؟

تشير الأبحاث إلى أن قلة النوم وقلة النشاط البدني قد ارتبط كل منهما بارتفاع مخاطر أمراض القلب، السكري، السمنة، الاكتئاب، والتهابات، والوفاة المبكرة بجميع الأسباب. يمكن أن يكون النوم الجيد عاملًا مساعدًا في تعزيز القدرة على ممارسة النشاط البدني، في حين قد يمثل النوم السيئ عائقًا أمام ممارسة النشاط الفعّال.

قد تنعكس النتائج في ضرورة تحقيق توازن واقعي بين النوم والنشاط بدلاً من الاعتماد على نصائح مثالية قد لا تنطبق في الواقع اليومي.

أرقام مقلقة

أشار الباحثون إلى أن 12.9% فقط من المشاركين جمعوا بين نوم من 7 إلى 9 ساعات ومشي نحو 8 آلاف خطوة يوميًا، بينما نام 16.5% أقل من 7 ساعات ومشى أقل من 5 آلاف خطوة، وهو مستوى يعكس نمط حياة خاملاً.

فئات أقل نشاطًا

كشفت الدراسة أن من تجاوزوا سن 60 عامًا ومن لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى من 32 كانوا أقل قدرة على تحقيق عدد خطوات مرتفع.

تحذير مهم من الباحثين

قال الباحث الرئيسي جون فلينتون: “النتائج لا تدعو إلى تقليل النوم عمدًا، لكنها تبرز الفجوة بين النصائح الصحية المثالية والواقع اليومي للناس.” وأشار إلى أن الدراسة لم تقِس شدة التمارين، ولم تشمل أنشطة مثل السباحة، وشارك فيها أشخاص أكثر وعيًا بالصحة من عامة السكان.