مواجهة مستقبل العمل في عصر الذكاء الاصطناعي
يتساءل ساندرز عن مصير وظائف البشر في ظل الانتشار المتسارع للأتمتة وتزايد الاعتماد على الروبوتات في قطاعات مختلفة، محذراً من أن المسألة ليست تقنية فقط بل إنسانية، فكيف يمكن إن كان استبدال العمال بروبوتات أن يضمن الرعاية الصحية والسكن والغذاء لأولئك الذين يفقدون وظائفهم؟
ويشير إلى أن بعض الشركات الكبرى تستبدل العمال بالروبوتات لأنها لا تطالب برواتب أو تأميناً صحياً أو إجازات، لذا يطالب بفرض ضرائب على الروبوتات وتوجيه عائداتها لدعم العائلات العاملة وتخفيف أثر الفقد الوظيفي.
وفي حديثه السابق في برنامج يعرض نقاشاً حول State of the Union، يستشهد بتصريحات كبار رواد التكنولوجيا الذين توقعوا أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات قد يحلّون محل وظائف كثيرة، ما يجعل العمل أحياناً خياراً تختاره العائلة لا ضرورة حتمية.
ويوضح ساندرز أن الذكاء الاصطاعي أقوى تكنولوجيا تأثيراً في تاريخ البشرية، محذراً من أن انعكاساته لن تطال الاقتصاد فحسب بل ستعيد تشكيل بنى المجتمعات، ويتساءل بوضوح: إذا لم تعد هناك وظائف، فكيف سيعيل الناس أسرهم أو يدفعون الإيجارات وتكاليف العلاج؟
ويشير إلى أن فقدان ملايين الأشخاص لوظائفهم بسبب الأتمتة قد يترك أعداداً كبيرة بلا دخل، فيما تعيد تقنيات الذكاء الاصطناعي تشكيل قطاعات حيوية مثل النقل والخدمات اللوجستية وخدمة العملاء والتصنيع وتطوير البرمجيات.
ويضيف أن قادة الثورة التقنية، من رواد أعمال مثل مارك زوكربيرغ وجيف بيزوس وبيتر ثيل، لا يظهرون اهتماماً كافياً بمعاناة العمال العاديين، وإنما يسعون لتعزيز ثروتهم ونفوذهم بشكل أوسع.
ويختتم بأن منطق فرض ضرائب على الروبوتات وتوجيه العائدات لدعم العائلات العاملة يمثل خطوة ضرورية لمواجهة الآثار الاجتماعية والاقتصادية لهذه الثورة، مع التأكيد على أن النقاش الحاد داخل المؤسسات السياسية لم يواكب حجم التحول المرتقب.
