يبدأ العام 2026 بإعادة ذهنية هادئة، فالأسبوع الأول من العام ليس منصة للتحول الفوري، بل فترة تكيّف يعيد فيها العقل توازنه تدريجيًا بعيدًا عن ضغط المقارنات والتوقعات المفرطة.
وتؤكد بافيا شاه، الاستشارية النفسية بمستشفى سيفي في الهند، أن الثقل العاطفي للعام غالباً ما يستمر مع بداية السنة؛ فالمواعيد النهائية للعمل والالتزامات الاجتماعية والضغوط المالية والروابط العائلية تمتد إلى العام الجديد، وتترك وراءها حلقات عاطفية غير محلولة وتفرض انتقالاً نفسياً يحتاج إلى زمن للتوازن.
ومع عودة النشاط إلى أماكن العمل واستئناف الروتين اليومي، تزداد التوقعات بهدوء؛ حيث تمتلئ منصات التواصل بمخططات الأهداف وطقوس الإنتاجية وقصص التحول الجذري، مما يضيف عبئاً نفسياً إضافياً على الفرد.
الفكرة الأساسية: بداية جديدة كفترة تأقلم لا كلحظة تحول فوري
وتشير الظاهرة إلى أن البداية الجديدة لا تكون إيجابية إلا عندما تكون واقعية وتستند إلى ظروف ملموسة، لا إلى ضغوط خارجية؛ فالتأقلم يحتاج إلى مسار هادئ يسمح للعقل بإعادة ترتيب الأولويات دون استعجال.
التغيير المستدام وتجنب القرارات الصارمة
وتؤكد الأبحاث في تكوين العادات أن التغيير المستدام يعتمد على الاستمرارية والتخطيط والرفق بالنفس، لا على الضغط المفرط؛ لأن العقل يرد سلباً على القفزات السريعة بينما يستجيب بإيجابية للروتين والصبر. لذا يصبح الأسبوع الأول وقفة استراحة، وليس عرضاً إضافياً للأداء، وهو وقت للعودة الهادئة إلى الروتين والاستماع للمؤشرات العاطفية ووضع نوايا للتغيير بدلاً من القرارات الجامدة.
تقبل النفس وتفاوض الهوية
وتؤكد استشارية الطب النفسي أن إعادة الضبط تتضمن تفاوضاً مع الهوية؛ فالكثيرون يدخلون العام الجديد بمقتضى أن عليهم أن يصيروا نسخة أفضل من أنفسهم، بينما النمو الصحي يتحقق عندما يُحترم الجزء الحالي من الذات ولا يُنظر إليه كشيء يجب رفضه.
في نهاية المطاف، لا يتحقق إعادة الضبط النفسي عند منتصف ليل الأول من يناير، بل عندما يمنح الأفراد مساحة للانتقال التدريجي دون مقارنة أو شعور بالذنب أو استعجال؛ فالأسبوع الأول ليس عن أن تصبح شخصاً جديداً، بل عن العودة بلطف إلى الذات وتوفير مساحة للنمو الداخلي. وتبقى الضغوط المتراكمة مؤشراً خفياً على النجاح حين تُدار بوعي ورفق بالنفس، وتظل الفترة كإعادة توجيه معرفي لا كإجراء فوري.



