ما علاقة وضعية الجسم عند الأطفال بالتوحد؟
تشير الأبحاث إلى أن بعض الأطفال دون سن العاشرة يظهر لديهم ما يُعرف بـ وضعية الحوض المائل للأمام، وهي ميل يجعل المؤخرة تبدو أكثر بروزاً رغم أنها ليست أكبر حجماً في الواقع. كما أظهرت ملاحظات على أطفال مصابين باضطراب طيف التوحد أن زاوية ميل الحوض للأمام أثناء المشي تكون أكبر بنحو 5 درجات مقارنة بالأطفال غير المصابين، وهذا الميل يؤثر في توازن الجسم ويجعل الطفل يعوض ذلك بطريقة غير طبيعية في الوقوف والمشي.
وتشير سلوكيات حركية مرتبطة بالتوحد مثل المشي على أطراف الأصابع، الجلوس في أوضاع متكررة لفترات طويلة، وتيبس عضلات الفخذ والحوض، إلى مساهمة في شد عضلات الورك وزيادة ميل الحوض للأمام، ما يصعّب الحفاظ على وضعية جسدية متوازنة.
وتم ربط تغيّرات وضعية الحوض باضطرابات في نمو مناطق الدماغ المسؤولة عن الحركة والتوازن والتحكم العضلي مثل المخيخ والعُقد القاعدية، وهو ما يفسر التغير في نمط المشي ووضعية الجسم لدى الأطفال المصابين.
دراسات شاملة على تحليل الحركة
وكشفت دراسات باستخدام تحليل حركة ثلاثي الأبعاد أن الأطفال المصابين يميلون بالحوض للأمام أثناء ملامسة القدم للأرض أكثر من غيرهم، مع حركة أقل في مفصل الكاحل. وتؤكد نتائجها أن شدة أعراض التوحد ترتبط مباشرة بمقدار اضطراب المشي، وهو ما قد يؤدي إلى آلام أسفل الظهر وآلام في الورك أو الركبة وصعوبات في الأنشطة التي تتطلب توازناً أو حركات سريعة.
ويشير الباحثون إلى أن ميل الحوض للأمام ليس سبباً في التوحد، ولكنه قد يمثل علامة مبكرة أو أثرًا جانبيًا من تأثير التوحد على العضلات والتوازن، وقد يساعد رصده في تقديم دعم علاجي مثل العلاج الطبيعي أو التمارين التصحيحية.
علاقة فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)
وتظهر دراسة دولية أن الأطفال المصابين بـ ADHD، خاصة الأولاد في عمر 9 إلى 10 سنوات، لديهم ميل في الحوض للأمام بنحو 4.5 درجات أكثر من أقرانهم، ويرتبط هذا الميل بشكل وثيق بوجود أعراض فرط الحركة والاندفاع.
نسب الانتشار والتداخل مع ADHD
وتشير مراجعات الصحة العامة إلى أن نسبة انتشار اضطراب طيف التوحد قد تصل إلى ما يقارب واحداً من كل 31 طفلاً، كما تتداخل حالات التوحد وADHD بنسب قد تصل إلى 50–70%.



