تمكّن مسبار “الأمل” الفضائي الإماراتي، والذي دخل قبل عامين مدار المريخ، من رصد قمر الكوكب الأحمر الصغير “ديموس” بدقة كبيرة، مسلّطاً بذلك الضوء على أصل هذا القمر الذي يمثل أحد قمرَي المريخ إلى جانب القمر الأكبر حجماً “فوبوس”.
جسم صخري
واستطاع مسبار “الأمل” الذي يشكل أول مهمة بين الكواكب لدولة عربية، أن يحلّق على أقل من 110 كيلومترات من “ديموس”، وهو جسم صخري غير منتظم لا يتعدى حجمه 12 كيلومتراً ومشابه بالشكل لحبة لوبياء.
وخلال تحليقه فوق “ديموس” بمهمة انطلقت في يناير الماضي، نجح مسبار “الأمل” الفضائي في رصد القمر بدقة كبيرة بفضل كاميرا EXI التي توفر صوراً ملونة عالية الدقة وبأطوال موجية متعددة.
كما كشفت هذه الصور عن “الجانب المظلم” للقمر الصغير الذي يدور على مسافة 23 ألف كيلومتر من المريخ، والذي لم تتناول أي دراسة بعد تكوينه.
ونشر رئيس الوزراء الإماراتي وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد عبر حسابه في “تويتر”، صورة للقمر “ديموس”، وكتب أن المسبار أظهر أنّ القمر كان جزءاً من المريخ وانفصل عنه قبل ملايين السنين.
من جهتهم، قال مسؤولون في “مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ” خلال اجتماع للاتحاد الأوروبي للجيوفيزياء في فيينا، إن هذه هي المرة الأولى منذ مهمة “فايكنغ” عام 1977 التي تنجح مركبة فضائية في التحليق من كثب فوق القمر الذي لم يُرصَد كثيراً.
وأوضحت المسؤولة العلمية في المهمة ذاتها حصة المطروشي، أنهم ليسوا متأكدين من أصل “فوبوس” و”ديموس”، مشيرة إلى أن إحدى النظريات القديمة تشير إلى أنّ القمرين كانا كويكبين متأتيين من حزام الكويكبات التي رُصدت في مدار الكوكب الأحمر، كما أنّ الملاحظات الدقيقة التي وفّرها مسبار “الأمل” ترجّح أن يكون القمران من أصل كوكبي.