أطلع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مجلس الوزراء على مضمون الرسالة التي تلقاها من فخامة رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين، والمتصلة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، ثم استعرض المجلس مجمل أعمال الدولة في الأيام الماضية وتوجهاتها في تعزيز أواصر التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وتنسيق العلاقات الثنائية والمتعددة على مختلف الأصعدة بما يخدم مصالح البلدين ويرسخ أمن المنطقة واستقرارها.
ثم أشاد المجلس بنتائج الاجتماع الثالث لمجلس التنسيق السعودي العماني، وبالتقدم المحرز في قطاعات الاقتصاد والتجارة والصناعة والطاقة والاستثمار وغيرها من المجالات الحيوية، وسعي البلدين إلى توسيع آفاق التعاون المتبادل لتحقيق مزيد من الازدهار لشعبيهما الشقيقين.
وأوضح معالي وزير الإعلام أن المجلس تناول في جلساته مستجدّات الأحداث الإقليمية وتطوراتها، مجددًا التأكيد على أن المملكة لن تتردد في اتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة لمواجهة أي مساس أو تهديد لأمنها الوطني، وعلى التزامها بأمن اليمن واستقراره وسيادته، ودعمها الكامل لفخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني وحكومته.
وقدّر المجلس دور تحالف دعم الشرعية في اليمن في حماية المدنيين بمحافظتي حضرموت والمهرة استجابةً لطلب فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني وخفض التصعيد، لتحقيق الأمن والاستقرار ومنع اتساع دائرة الصراع.
وأعرب المجلس عن أسفه لما آلت إليه جهود التهدئة التي حرصت المملكة عليها وقوبلت بتصعيد غير مبرر يخالف أسس تحالف دعم الشرعية في اليمن، ولا يخدم جهوده في تحقيق الأمن والاستقرار اليمني، وبما لا ينسجم مع جميع الوعود التي تلقتها المملكة من دولة الإمارات الشقيقة.
وعبر المجلس عن أمله في سودة الحكمة وتغليب مبادئ الأخوة وحسن الجوار، والعلاقات الوثيقة التي تجمع دول مجلس التعاون ومصلحة اليمن الشقيق، وأن تستجيب دولة الإمارات العربية المتحدة لطلب الجمهورية اليمنية بخروج قواتها من اليمن خلال اثنتين وأربعين ساعة، وإيقاف أي دعم عسكري أو مالي للمجلس الانتقالي الجنوبي وأي طرف آخر داخل اليمن، وأن تتخذ خطوات تضمن المحافظة على العلاقات الثنائية بين البلدين وتأكيد العمل المشترك نحو تعزيز رخاء المنطقة واستقرارها.
وجدّد المجلس التأكيد على دعم المملكة سيادة جمهورية الصومال الفيدرالية ووحدة أراضيها وسلامتها، وعلى رفض إعلان الاعتراف المتبادل بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي وما يسمى “إقليم أرض الصومال” بوصفه إجراءًا أحاديًا انفصالياً يخالف القانون الدولي.
بين معالي وزير الإعلام أن المجلس تابع جهود المملكة الإغاثية والإنسانية على مستوى العالم، حيث تواصل المملكة دورها الريادي في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية في الصحة والتعليم والإسكان وتوفير الغذاء للمحتاجين والمتضررين، انطلاقًا من مبادئ وقيم الدين الإسلامي الحنيف.
وفي الشأن المحلي؛ استعرض المجلس مسارات تعزيز مسيرة التنمية الشاملة في مختلف مناطق المملكة ورفع مستوى الخدمات الحكومية وتحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين والزائرين، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، كما أُعلن عن البدء في تنفيذ مشاريع المجموعة الثالثة من برنامج تطوير محاور الطرق الدائرية والرئيسة في الرياض لدعم منظومة النقل وتيسير الربط بين أجزائها وتهيئتها لتكون مركزًا رئيسيًا في وسائل النقل المستدامة والخدمات اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط.
واطلع المجلس على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات شارك مجلس الشورى في دراستها، إضافة إلى نتائج أعمال لجان الشؤون السياسية والأمنية والشؤون الاقتصادية والتنمية واللجنة العامة لمجلس الوزراء وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء، وقد انتهى المجلس إلى ما يلي.
قرارات المجلس الأساسية
وافَق المجلس على مشروع مذكرة تفاهم بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية باكستان الإسلامية للتعاون في مجال الطاقة، كما أقر مشروع اتفاقية مقر بين المملكة والأمانة العامة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، ومذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة العدل في المملكة ومكتب القضاء الوطني بجمهورية المجر، ومذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية ووزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي بدولة فلسطين في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات.
وقُدمت تفويضات إلى معالي وزير الاقتصاد والتخطيط -أو من ينيبه- بالتوقيع على مشروع مذكرة تفاهم بين حكومة المملكة والمنتدى الاقتصادي العالمي، كما أقر المجلس مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة السعودية ووزارة الصحة بجمهورية العراق للتعاون في المجالات الصحية، ومشروع اتفاقية بين حكومتي المملكة وجمهورية طاجيكستان حول التعاون والمساعدة الإدارية المتبادلة في المسائل الجمركية، وضمّ المملكة إلى اتفاقية بيجين 2010م لقمع الأفعال غير المشروعة المتعلقة بالطيران المدني الدولي، إضافةً إلى موافقة على مشروع اتفاقية الخدمات الجوية بين المملكة وجمهورية صربيا.
وتفوض معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات رئيس مجلس إدارة وكالة الفضاء السعودية -أو من ينيبه- بالتباحث مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي بشأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الاستخدام السلمي للفضاء بين الوكالة والمكتب والتوقيع عليه، كما وافَق على مشروع اتفاق بين حكومة المملكة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بشأن إنشاء المركز الإقليمي للحوار والسلام تحت رعاية اليونسكو، وعلى تعاون بين دارة الملك عبدالعزيز في المملكة العربية السعودية والأرشيف الوطني بجمهورية كازاخستان.
وأُقر تعديل تنظيم الهيئة العامة للتطوير الدفاعي، واللوائح التنظيمية للمناطق الاقتصادية الخاصة بجازان والحوسبة السحابية والمدينة الاقتصادية في الملك عبدالله ورأس الخير، وكذلك اللائحة التنظيمية للمجالس الحكومية المشتركة، كما أُقر إلغاء مجلس التنمية السياحي ومجالس التنمية السياحية في المناطق وتنظيميهما، وأُقر إنشاء مكتب تجاري واقتصادي لحكومة منطقة هونج كونج الإدارية الخاصة في مدينة الرياض، واعتماد الحسابين الختاميين للهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية والمؤسسة العامة للري لعامين ماليين سابقين.
كما تَقرر التوجيه بشأن عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المجلس، من بينها تقارير سنوية لهيئة الفروسية والهيئة العامة للأمن الغذائي وهيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، وهيئة تنمية الصادرات السعودية، والهيئة السعودية للبحر الأحمر، والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، ومركز دعم اتخاذ القرار، ومركز الأمير سلطان للدراسات والبحوث الدفاعية، ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ومجلس شؤون الأسرة، والأكاديمية العالمية للسياحة.
واختمت المصادقة على ترشيحات الترقيات إلى وظيفتي سفير ووزير مفوض وبالمرتبة الرابعة عشرة، حيث شملت الترقيات نقل أسماء محددة إلى وظيفة سفير في وزارة الخارجية وفي فرق ومراكز أخرى، وترقيات على مجموعة من الأسماء إلى وظيفة وزير مفوض في وزارة الخارجية، إضافة إلى ترقية عدد من الموظفين إلى وظائف مستشار أعمال أو مديرين عامين أو مستشارين قانونيين بالمرتبة الرابعة عشرة في قطاعات مختلفة، مع ذكر الأسماء المرقاة كما وردت في الباب الأول من القرار.
