اعتمدت غالبية الشركات نمط العمل المختلط خلال فترة انتشار كورونا، ثم عادت الغالبية إلى المكاتب مع انخفاض الأزمة، بينما ظل كثير من الموظفين يرغبون في العمل من المنزل، ويظل آخرون يفضلون نمطاً وسطاً يجمع بين المنزل والمكتب.
هل العمل من المنزل مفيد حقاً لصحتك النفسية؟
تظهر دراسة أن نمط العمل المشترك قد يعزز الصحة النفسية للمرأة عندما يُدار بشكل جيد، فالتخفيف من التوتر الناتج عن التنقل والازدحام والمكاتب المزدحمة يمنح وقتاً للراحة وللأسرة وللأنشطة الشخصية، وهذا ينعكس إيجاباً على المزاج والتوازن العاطفي. كما أن وجود بيئة منزلية مريحة يمنح شعوراً بالأمان والاسترخاء، مع ضرورة الحفاظ على روتين واضح وحدود محددة لتجنب الشعور بالوحدة أو الاحتراق الوظيفي. وتُبرز النتائج أن أخذ استراحات منتظمة وتحديد ساعات عمل واضحة والحفاظ على التواصل الاجتماعي عوامل رئيسية لتحقيق فوائد الصحة النفسية من العمل من المنزل.
ولا يوجد رقم ثابت يناسب الجميع، لكن الدراسات وآراء الخبراء تشير إلى أن يومين من العمل من المنزل أسبوعياً قد يكون الخيار الأفضل للصحة النفسية، فالتوازن عبر هذا النمط يمنح المرونة ويقلل التوتر الناتج عن السفر مع الحفاظ على التواصل الاجتماعي في مكان العمل.
وتشير الخبيرة إلى أن العمل من المنزل قد يؤدي أحياناً إلى شعور بالوحدة عندما يفتقر الأفراد إلى الروتين والتفاعل الحدودي بين العمل والحياة الشخصية، بينما يساعد الوضع المشترك في البقاء منتجين وتفادي العزلة، كما أنه يدعم العمل الجماعي والرفاهية الشخصية بشكل أفضل، وهو أمر ضروري للصحة النفسية على المدى الطويل.
كيف يدعم نمط العمل المشترك الصحة النفسية للمرأة؟
يتيح العمل من المنزل إدارة أفضل للوقت وتحقيق مزيد من الراحة، كما قد يقلل من الاحتراق والشعور بالاندفاع الدائم. في المقابل، توفر أيام العمل في المكتب التواصل الاجتماعي والعمل الجماعي والحضور المهني، وهذه العوامل تعزز الثقة والنمو الوظيفي. النموذج المشترك يدعم التوازن بين العمل والحياة دون عزلة كاملة، وعندما تشعر النساء بقدرة أكبر على التحكم في وقتهن ومسؤولياتهن، يقل القلق وتزداد القدرة على التركيز والرفاهية العاطفية.
لماذا تستفيد النساء أكثر من غيرهن من نمط العمل المشترك؟
تؤكد الطبيبة النفسية أن النساء يستفدن بشكل أكبر من هذا النظام لأنه يمنح مرونة وتوازناً أفضل بين العمل والحياة، فالكثير منهن يتحمل مسؤوليات منزلية ورعاية أطفال أو كبار السن، ويتيح العمل المشترك إدارة هذه المهمات بجودة أعلى دون توتر مفرط، مما يساعد على الاستمرار في الوظائف وتطوير المسار المهني من خلال العمل بكفاءة من المنزل مع الاتصالات الضرورية في أيام العمل المكتبية.
ما تأثير العمل من المنزل على الصحة النفسية؟
يؤدي العمل من المنزل أحياناً إلى شعور بالعزلة والوحدة عند غياب اللقاءات المباشرة مع الزملاء، ما يجعل المحادثات العفوية والترابط الاجتماعي أموراً مفقودة وتؤثر في الحافز والمزاج مع مرور الوقت. يمكن إدارة ذلك من خلال مكالمات الفريق المنتظمة ولقاءات الاطمئنان الافتراضية وأيام العمل المكتبية المخطط لها، إضافة إلى أخذ فترات راحة والبقاء نشطاً اجتماعياً خارج إطار العمل واتباع روتين محدد.
