عاد غالبية العاملين إلى نظام العمل من المكتب، وبالرغم من رغبة بعضهم في الاستمرار بالعمل من المنزل، فإن النمط المختلط أصبح خياراً شائعاً يجمع بين المرونة والالتزامات المهنية والمنزلية.
توضح دراسة جديدة أن نمط العمل المشترك قد يعزز الصحة النفسية للمرأة، بشرط أن يُدار بشكل جيد ويقلل التوتر الناتج عن التنقل والازدحام ويتيح وقتاً للراحة والأسرة والأنشطة الشخصية.
يساعد العمل من المنزل في تقليل التوتر اليومي الناتج عن فترات التنقل والازدحام والمكاتب المزدحمة، وغالباً ما يوفّر وقتاً أكثر للراحة وللأنشطة الشخصية وللعائلة، وهو ما يحسّن المزاج والتوازن العاطفي.
احرص على الحفاظ على روتين وحدود واضحة؛ فغياب التنظيم قد يؤدي إلى الشعور بالوحدة أو الاحتراق الوظيفي، ويتطلب أخذ استراحات منتظمة وتحديد ساعات عمل واضحة والتواصل الاجتماعي كعوامل رئيسية لتحقيق فوائد الصحة النفسية من العمل من المنزل.
تؤكد الدراسات أن لا يوجد رقم ثابت يناسب الجميع، لكن الكثير يرى أن يومين من العمل من المنزل أسبوعياً هو الخيار الأنسب للصحة النفسية، فالتوازن يمنح المرونة ويقلل التوتر الناتج عن السفر مع الحفاظ على التواصل الاجتماعي في مكان العمل.
يؤدي العمل من المنزل يومياً أحياناً إلى الوحدة إذا غاب الروتين وتداخلت الحدود بين العمل والحياة الشخصية، بينما يساعد الوضع المشترك على البقاء منتجين وعدم العزلة، كما يدعم العمل الجماعي والرفاهية الشخصية.
يوفّر المزج بين أيام المنزل والمكتب النظام، والمرونة، والتوازن العاطفي، وهو أمر ضروري للصحة النفسية على المدى الطويل.
كيف يدعم نمط العمل المشترك الصحة النفسية للمرأة؟
تؤكد الدكتورة ديفيا شري أن العمل من المنزل في بعض الأيام يتيح إدارة أفضل للوقت والحصول على مزيد من الراحة، كما يقلل من الاحتراق والشعور بالاندفاع، وفي الوقت نفسه توفر أيام العمل في المكتب التواصل الاجتماعي والعمل الجماعي والوجود المهني مما يعزز الثقة والنمو الوظيفي.
يرتكز النموذج المشترك على التوازن بين العمل والحياة دون عزل كامل، وعندما تشعر النساء بقدرة أكبر على التحكم في وقتهن ومسؤولياتهن يقل القلق وتتحسن التركيز والرفاهية العامة.
لماذا تستفيد النساء أكثر من غيرهن من نمط العمل المشترك؟
تشير الدراسات إلى أن النساء يستفدن من هذه الطريقة لأنها تمنحهن مرونة وتوازناً أفضل بين العمل والالتزامات المنزلية ورعاية الأسرة، وتقلل أوقات التنقل وتتيح تنظيم الجداول بما يقلل التوتر.
كما يساعد الحفاظ على التواصل مع الزملاء في أيام المكتب على تعزيز الثقة المهنية والنمو الوظيفي.
ما تأثير العمل من المنزل على الصحة النفسية؟
يواجه الكثيرون أحياناً شعوراً بالعزلة عند العمل من المنزل، إذ قد يفقدون المحادثات العفوية والترابط الاجتماعي.
يمكن إدارة ذلك من خلال مكالمات الفريق المنتظمة، ولقاءات الاطمئنان الافتراضية، وأيام العمل المكتبية المخطط لها، إضافة إلى فترات راحة وبقاء نشاط اجتماعي خارج إطار العمل.



