بداية انتشار الشجرة في المنازل
تبدأ العائلات بتوفير أشجار التنوب والصنوبر، الطبيعية منها أو الاصطناعية، لتوفير الدفء والحماية أثناء الشتاء، وتُعتقد بأنها تطرد الأرواح الشريرة خصوصاً في شمال أوروبا، وتُزين بالأضواء والزهور وتحيطها الهدايا احتفالاً بعيد الميلاد.
أصل الأسطورة وتطور الصورة الرمزية
يروى أن القديس بونيفاس في القرن السابع خلال إحدى مهامه في ألمانيا التقى بجماعة وثنية تعبد أشجار البلوط، وفي محاولة لإدخالهم في المسيحية قطع شجرة بلوط مقدسة لديهم، فظهر مكانها شجرة صنوبر صغيرة نمت بسرعة فاعتبرها رمزاً لخلود المسيح، ومن هنا بدأ الشجر يأخذ طابعاً دينياً وخلودياً.
اعتمدت المصادر التاريخية أن شعوب شمال أوروبا اختارت الأشجار الخضراء كرمز للحياة الأبدية، وزينت بالأزهار والفواكه، ولم تصبح الشجرة ظاهرة عالمية إلا في منتصف القرن التاسع عشر، ففي عام 1848 نشرت صورة للملكة البريطانية فيكتوريا مع زوجها الأمير ألبرت وهما يقفان حول شجرة مزينة في قصر وندسور، وبفضل الشعبية الطاغية للملكة انتشرت العادة في بريطانيا وأمريكا وتحولت من تقليد محلي إلى طقس عالمي لا يكتمل العيد بدونه.
الشجرة بين القصور والساحات اليوم
أصبحت الشجرة اليوم جزءاً من احتفال الميلاد ليس فقط في البيوت بل في الساحات والحدائق، فتعزز وجودها أشجار كبرى في ساحة روكفلر سنتر بنيويورك وشجرة ميدان ترافالغار بلندن، مع نماذج أخرى من الأشجار الطبيعية والاصطناعية تضيف أجواء احتفالية وروابط عائلية.
تزين الشجرة بالأضواء والزهور والفواكه وتحيطها الهدايا، وتغمر الاحتفالات بالفرح وتجمع العائلة حولها.
تمثل شجرة الميلاد رمزاً اجتماعياً وثقافياً يحمل طابعاً احتفالياً يربط بين الماضي والحاضر، ويظل حضورها يوماً بعد يوم جزءاً من تراث العيد في البيوت والساحات.



