تبرز تجربة صاروخ Zhuque-3 التي أطلقتها لاند سبيس كرمز لطموحات الشركة في منافستها لسبيس إكس في مجال الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام.
وحتى وإن انتهت التجربة بفشل إطلاق Zhuque-3، فإنها جاءت كدلالة على حراك تدريجي في مسار صناعة الفضاء التجاري في الصين، حيث تتجه لاند سبيس إلى تعزيز قدراتها في هذا القطاع بعد سلسلة من المحاولات الحكومية والحذرة في الماضي.
لمحة عن خلفية لاند سبيس ودوافعها
انضم داي تشنج إلى لاند سبيس في 2016 بعدما ترك الأكاديمية الصينية لتقنيات مركبات الإطلاق، بهدف تطوير صاروخ صيني منخفض التكلفة قابل لإعادة الاستخدام يشابه فالكون 9 الأمريكي من حيث المفهوم والتكاليف.
يؤكد مصممو الشركة أن دراسة تصميم فالكون 9 كانت تعلّمية وليست تقليدًا، ساعين إلى الاستفادة من تجربته الهندسية الناجحة وثقافة لاند سبيس التي جعلت نموذج سبيس إكس مصدر إلهام لجهود تحول في قطاع الفضاء الصيني، مع تفضيل أسلوب شركات الغرب في تجاوز الإخفاقات علنًا كما حدث في محاولات سابقة لأطراف مختلفة.
لماذا تظل لاند سبيس تهديدًا محتملًا لسبيس إكس؟
وعلى الرغم من فشل إطلاق Zhuque-3 الأخير، جاءت هذه المحاولة بعد فشل أول محاولة لشركة كبرى مملوكة للدولة لاستعادة صاروخ قابل لإعادة الاستخدام، ما يشير إلى تحولات تدريجية في تعامل الصين مع المخاطر الفضائية وتوجهها نحو الشفافية وفتح باب التمويل عبر الطرح العام للمشروعات القادمة.
وإلى جانب ذلك، تسعى لاند سبيس إلى الاستفادة من خطط الصين لإطلاق مئات الأقمار الصناعية ضمن رؤية بناء شبكة تتخطى 10.000 قمر في العقود المقبلة، كما أعلنت الشركة فتح مصنع محركاتها أمام الصحافة الأجنبية لإظهار قدراتها والتزامها الشفاف بنقل المعرفة التقنية.
وأشار ماسك، مؤسس سبيس إكس، إلى أن تصميم Zhuque-3 استند إلى خبرات سابقة في تقنيات إطلاق، معتبرًا أن الصاروخ الصيني يمكن أن ينافس فالكون 9 في الأداء، لكنه يرى أن ستارشيب ما زال في فئة مختلفة من حيث الإمكانات والتخصص.
تعتبر قدرة إعادة استخدام المرحلة الأولى المحرك الأساسي لتخفيض تكاليف الإطلاق، وهو ما تسعى لاند سبيس إلى تطويره مستفيدة من تجربة سبيس إكس في تجاوز الإخفاقات وتحقيق النجاحات بعد أن تبقى محاولات الهبوط الناجحة محور التحول في مسار صناعة الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام.
