أثارت الورشة التي عقدت ضمن سلسلة مبادرات فرع هيئة الصحفيين السعوديين بمنطقة مكة المكرمة بالتعاون مع شركة كدانة للتنمية والتطوير اهتمام الصحفيين والإعلاميين بحضورهم، حيث استعرضت دراسة حديثة قدّمتها الدكتورة غيداء بنت عبدالله الجويسر، الأستاذة المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز، كشفت عن تحولات جذرية في المشهد الإعلامي.
وأشارت الدراسة إلى أن السعودية والإمارات تتصدران عالميًا في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي بنسبة 71%، متجاوزتين المعدل العالمي.
وأوضحت أن البيانات الضخمة أصبحت المحرك الأساسي للعملية الصحفية، وأن الذكاء الاصطناعي ساهم في تقليل المهام الروتينية بنحو 40%، ما يتيح للصحفيين الإبداع في مجالات التحقيقات التفاعلية والاستقصائية، مع تزايد دور الصحفي كمحلل بيانات وقارئ للاتجاهات.
كما أشارت إلى وجود فجوة ثقة حيث إن 63% من المؤسسات الإخبارية العربية لا تصرّح باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يضعف الشفافية أمام الجمهور.
استعرضت الورشة أبرز المعوقات للمحتوى العربي، من ارتفاع التكاليف، وقصور في النماذج العربية، وغياب تشريعات تنظيمية وأخلاقية، ودعت إلى تطوير نماذج لغوية خاصة باللغة العربية، وتحديث المناهج الجامعية لتعزيز الثقافة التقنية AI Literacy، إضافة إلى وجود مواثيق أخلاقية تضمن الشفافية والمساءلة.
كما قدمت الدكتورة الجويسر قائمة بأبرز مئة تطبيق للذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة تشمل التصميم والمونتاج والأمن السيبراني والتسويق والرعاية الصحية وإنشاء المحتوى النصي.
ومن جانبه، ثمّن مدير فرع الهيئة بمكة المكرمة فهد بن عبدالعزيز الإحيوي مشاركة الجويسر، مؤكدًا أن الورشة تأتي في إطار مبادرات تهدف إلى مواكبة التحولات العالمية في قطاع الإعلام، مع شكره لشركة كدانة على دعمها الريادي ومساهمتها في تطوير المشاعر المقدسة.
وفي ختام الورشة، جرى تكريم الدكتورة الجويسر لمساهمتها المعرفية، إلى جانب تكريم الرئيس التنفيذي لشركة كدانة المهندس محمد بن ناصر المجماج، وتسلم الدرع بالنيابة الأستاذ فيصل الدرمحي، تقديرًا لدور الشركة في دعم الحراك الإعلامي وخدمة ضيوف الرحمن.
خطوات وتوصيات للمستقبل
دعت التوصيات إلى تطوير نماذج لغوية عربية مختصة، تعزيز الشفافية والحوكمة في استخدام AI، تحديث المناهج الجامعية بما يعزز الثقافة التقنية، وتبني مواثيق أخلاقية للشفافية والمساءلة، مع رفع الوعي بمفهوم AI literacy لدى الصحفيين.
