يتنامى التحدي الصحي في عصر سيطرة ثقافة الوجبات السريعة والخمول، إذ يعاني الجسم من نقص العناصر الغذائية، ولم تعد هذه الأزمة مقتصرة على البالغين بل ظهرت أيضاً بين الأطفال الصغار.
تشير الدراسات إلى أن نسبة من الفتيات الصغيرات بين 12 و15 عامًا يعانين من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد نتيجة عوامل غذائية متعددة.
ويرتبط فقر الدم ارتباطاً وثيقاً بنظامهن الغذائي، إذ يؤدي اعتمادهن على خيارات غذائية فقيرة إلى نقص الحديد وتراجع مستوياته في الدم.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن فقر الدم هو حالة يفتقر فيها الجسم إلى كمية كافية من خلايا الدم الحمراء لنقل الأكسجين إلى الأنسجة، مما يسبب التعب والضعف.
وينجم غالباً فقر الدم عن نقص الحديد، وهو النوع الأكثر شيوعاً، وقد يعود لسوء التغذية أو فقدان الدم أو مشاكل في الامتصاص، كما قد ينشأ عن نقص فيتامين ب12 وحمض الفوليك وأمراض مزمنة أو عدوى.
وتُظهر نتائج دراسة أن نحو ثلاثة أرباع الفتيات يستبدلن وجباتهن المنزلية بالوجبات السريعة، فيما لا تتناول نسبة كبيرة منهن الخضراوات الورقية يومياً.
ولا تتناول نسبة كبيرة منهن الأطعمة الغنية بفيتامين سي، وهو العنصر الأساسي الذي يساعد الجسم على امتصاص الحديد، وتتناول نسبة ضئيلة منهن فقط الأطعمة الغنية بفيتامين سي يومياً.
يدرك كثير من الفتيات تأثير فقر الدم وآثاره الصحية، لكنهن لم يغيرن عاداتهن الغذائية.
وتبيّن أن المشكلة لا تعود فقط لسوء التغذية؛ بل أيضاً من النظرة الاجتماعية التي قد تدفع الفتيات إلى تجنب الأطعمة الغنية بالحديد بسبب تصورها بأنها مملة.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الأطفال دون سن الخامسة والفتيات المراهقات والنساء في سن الحيض والحوامل والمرضعات هم الأكثر عرضة لفقر الدم.
ويقدّر أن فقر الدم يصيب نصف مليار امرأة تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا، و269 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و59 شهراً في جميع أنحاء العالم.
وتشمل الأعراض الشائعة وغير المحددة لفقر الدم التعب والدوخة وبرودة الأطراف والصداع وضيق التنفس عند بذل مجهود.
وقد تتفاقم أعراض فقر الدم الحاد فتشمل شحوب الأغشية المخاطية والجلد، وسرعة التنفّس والنبض، ودواراً عند الوقوف وكدمات سهلة.
وتزداد مخاطر فقدان الحديد عند الفتيات الصغيرات مع غزارة الدورة وتزايد احتياجات النمو، مما يعرضهن لخطر فقر الدم.
وقد تلاحظ الفتيات الصغيرات تعباً مستمراً يعيق التركيز في المدرسة واللعب، ودواراً يسبب الإغماء، وشحوباً في الجلد وضيق التنفّس يحد من النشاط.
يمتد التأثير الطويل الأمد لفقر الدم ليعوق النمو، ويضعف المناعة ويزيد مخاطر العدوى، كما قد يرفع مخاطر السمنة وأمراض القلب لاحقاً.
وقد يؤدي فقر الدم في المدرسة إلى ضعف التركيز وانخفاض الدرجات، إضافةً إلى تقلبات مزاجية تؤثر سلباً في العلاقات.



