يكشف ارتفاع إنزيمات الكبد عن وجود توتر في خلايا الكبد نتيجة الإجهاد أو الالتهاب أو التلف، حين تنساب هذه الإنزيمات إلى مجرى الدم. من أبرز الإنزيمات المقاسة ALT (ناقلة أمين الألانين) وAST (ناقلة أمين الأسبارتات)، وتُعد هذه المؤشرات من أكثر الأدلة المتداولة لتقييم صحة الكبد، لكنها لا تحدد وحدها السبب الدقيق أو مدى التلف بشكل حاسم.
ما هي إنزيمات الكبد ولماذا ترتفع؟
عندما تتعرض خلايا الكبد للإجهاد أو الالتهاب أو التلف، تخرج الإنزيمات إلى الدم. ALT وAST هما الأكثر استخداماً كأدلة مبدئية لصحة الكبد، إلا أن ارتفاعهما لا يحدد سببه بدقة ولا يوضح درجة التلف بمفرده.
الأسباب الشائعة لارتفاع الإنزيمات
تشير المعطيات الطبية إلى أن الأسباب الأكثر شيوعاً تشمل وجود مرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهو احتمال حتى عند غير المصابين بالسمنة أو السكري، نتيجة العادات الغذائية غير الصحية وقلة النشاط البدني وتراكم الدهون في منطقة البطن. كما قد يظهر ارتفاع الإنزيمات نتيجة تناول الكحول، حيث ترتفع AST وGGT حتى دون وجود أعراض. كما أن بعض الأدوية والمكملات قد ترفع الإنزيمات، ومنها المسكنات وبعض المضادات الحيوية وأدوية خفض الكوليسترول مثل الستاتينات، إضافة إلى المستحضرات العشبية والمكملات التي لا تستلزم وصفة. كما يمكن أن تكون العدوى الفيروسية سبباً، فالتهاب الكبد A وE قد ينتقل عبر الغذاء أو الماء، بينما ينتقل B وC عبر الدم.
أعراض لا يجب تجاهلها
ينصح بمراجعة الطبيب فوراً إذا صاحب ارتفاع الإنزيمات أعراض مثل اصفرار الجلد أو العينين، بول داكن اللون، فقدان وزن غير مبرر، غثيان مستمر، تورم بالجسم، أو ارتفاع في البيليروبين أو حدوث اضطراب في زمن التجلط.
متى يكون ارتفاع الإنزيمات خطرًا؟
يزداد القلق عندما تتجاوز الإنزيمات خمسة أضعاف المعدل الطبيعي، أو يظهر ارتفاع سريع ومفاجئ، أو يستمر الارتفاع لفترة طويلة دون سبب واضح.
كيف يتم العلاج؟
يعتمد العلاج أساساً على معالجة السبب، ويؤكد الأطباء أن كثيراً من الحالات يمكن عكسها إذا تم التدخل مبكراً، عبر فقدان الوزن الزائد وتحسين النظام الغذائي وممارسة الرياضة والتوقف عن الكحول ومراجعة الأدوية المستخدمة. وفي الحالات المتقدمة، قد تتطلب الحالة تدخلات طبية متخصصة مثل المناظير أو الجراحة للحفاظ على وظائف الكبد ومنع تطور المرض إلى تليف أو فشل كبدي.
