يشير تنميل الوجه إلى وجود مشكلة قد تكون بسيطة أو خطيرة.
قد ينتج عن أسباب عصبية أو عضلية أو نفسية أو دوائية، وتختلف خطورته حسب منشئه ومدة حدوثه وما يصاحبه من أعراض.
الأسباب بين البسيط والخطير
من أبسط الأسباب مشاكل الأسنان، خصوصاً حين يمتد الالتهاب إلى جذور الأعصاب، فيسبب خدرًا حول الفم والخد؛ وقد يحدث ذلك كذلك بعد عمليات جراحية للأسنان أو الفكين نتيجة تهيّج مؤقت للأعصاب. في هذه الحالات تتحسن الأعراض تدريجيًا خلال أيام، وتكفي مراجعة طبيب الأسنان لتحديد العلاج المناسب من مضادات الالتهاب أو المسكنات.
شلل الوجه النصفي
يُعرف شلل الوجه النصفي بأنه اضطراب مفاجئ يصيب العصب الوجهي، فيؤدي إلى ارتخاء نصف الوجه مع صعوبة في الإغلاق أو الابتسام. يحتاج الأمر إلى متابعة طبية عاجلة، ويُنصَح بالعلاج الطبيعي لتحفيز العضلات واستعادة الحركة تدريجيًا.
خلل المفصل الصدغي الفكي
قد يتسبب خلل المفصل الصدغي الفكي بخزٍ في الوجه، وهو من الأسباب الخفية للتنميل. يتحكم المفصل في حركة الفم وقد يتأثر بالضغط العصبي وبالرّطمات، مسببًا صداعًا مزمنًا أو ألمًا في الأذن أو طقطقة عند فتح الفم. تشمل العلاجات واقيات الأسنان أثناء النوم، العلاج الطبيعي، وتقنيات الاسترخاء لتقليل التشنجات العضلية.
الأعصاب والدماغ
قد يكون التنميل رسالة من الجهاز العصبي المركزي نفسه، كالالتهابات العصبية أو أمراض المناعة مثل التصلب المتعدد، ما يغير الإشارات العصبية ويشعر المريض بخدر في الخدين أو الذقن. كما قد يسبق الصداع النصفي أورة عصبية تسبب الخدر، وفي أخطر الحالات قد يكون التنميل مؤشرًا لجلطة دماغية تستدعي التوجه إلى المستشفى فورًا في حال ظهرت فجأة على جانب واحد من الوجه مع ضعف في الكلام أو انحراف في الفم أو صعوبة في الحركة.
القلق والدواء
يلعب الجانب النفسي دورًا أيضًا، فحالات القلق الشديد أو نوبات الهلع قد تسبب تغيرًا في الإحساس العصبي في الوجه واليدين، ويختفي التنميل عادةً مع الاسترخاء وتنفّس هادئ. من جهة أخرى، قد تكون بعض الأدوية مثل أدوية السرطان أو مضادات الفيروسات سبباً لوخزًا كأثر جانبي، ويزول تدريجيًا بتعديل الجرعة أو تغيير الدواء تحت إشراف الطبيب.
التهابات وأمراض أخرى
هناك فيروسات مثل الهربس النطاقي (الحزام الناري) قد تصيب منطقة الوجه فتسبب ألمًا حارقًا يليه خدر مع بثور مؤلمة. كما أن أمراض مثل داء لايم الناتج عن لدغات القراد، أو السكري المزمن الذي يسبب تلف الأعصاب الطرفية، يمكن أن تؤدي إلى الإحساس المزعج نفسه. في جميع هذه الحالات يجب التشخيص المبكر والفحص العصبي وتحاليل الدم والتصوير لتحديد السبب وتوجيه العلاج المناسب، سواءً مضادات الالتهاب أو جلسات العلاج الطبيعي أو ضبط سكر الدم.
تنميل الوجه ليس عارضًا يجب التعايش معه أو تسكينه دائمًا، فقد يكون بسيطًا كالتهاب لثة، وقد يكون إنذارًا مبكرًا لجلطة دماغية. لذلك، كل إحساس غير معتاد يتكرر أو يصاحبه أعراض أخرى يستحق استشارة الطبيب فورًا. الوقاية تبدأ بالوعي، والعلاج يبدأ بالخطوة الأولى نحو الفحص.
