أولًا: وزارة كفاءة الحكومة وصدام مبكر مع ترامب
شهد عام 2025 إعلان تأسيس وزارة كفاءة الحكومة الأمريكية (DOGE) وتعيين ماسك كموظف حكومي خاص لمدة 130 يومًا، يتولى خلالها تقليل الإنفاق الفيدرالي وتقليل الوظائف الحكومية وتخطيط تقليل المساعدات الخارجية بنحو 10 مليارات دولار.
أثارت الخطوة موجة غضب وانتقادات واسعة، وواجه ماسك اتهامات بأن تقليص المساعدات سيؤثر سلبًا على فئة من الأطفال الأكثر احتياجًا في العالم، وهو ما أثار ردود فعل حادة من شخصيات بارزة.
صدام إيلون ماسك مع ترامب
رغم أن تعيينه جاء بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سرعان ما تحولت العلاقة إلى مواجهة علنية، فخلال يونيو وصف ماسك مشروع القانون المقترح من ترامب بأنه “مُشين”، وأشار عبر منصة إكس إلى تورط ترامب في ملف جيفري إبستين، ما أشعل جدلًا واسعًا.
ردّ ترامب على ذلك بتهديد غير مباشر بإعادة النظر في الدعم الحكومي لشركات ماسك وربما الإشارة إلى إمكانية ترحيله، في إحدى حلقات التوتر السياسي الأكثر إثارة خلال العام.
ثانيًا: تقلبات الأعمال… نجاحات لا تخلو من العثرات
رغم الاضطرابات السياسية، ظل ماسك حاضرًا بقوة في المشهد الاقتصادي عبر شركاته. أطلقت تسلا نسخة المدى الطويل من سايبرتراك في منتصف العام، وتلقت أعدادًا من الاستدعاءات بسبب مشكلات في قطع الغيار.
واصلت نيورالينك تقديم تجارب الغرسات الدماغية مع وجود قائمة انتظار تبلغ نحو 10 آلاف شخص، على الرغم من جدل حول تجارب الحيوانات وتصويرها كشركة ناشئة بقيمة سوقية تقارب 9 مليارات دولار.
في مجال الذكاء الاصطناعي، أُطلق جروك 4 في يوليو، وحقّقت SpaceX نجاحًا في هبوط مُتحكّم به لصاروخ ستارشيب في المحيط. كما أحرزت بورينج كومباني تقدمًا في مشروع ZPIT للحفر دون وجود عمال داخل الأنفاق، ما يعزز معايير السلامة والكفاءة.
ثالثًا: تسلا في مهب العاصفة
عُرفت تسلا كأضعف حلقات ماسك رغم الزخم، حيث اقتربت الأسهم من 480 دولارًا بعد فوز ترامب في الانتخابات ثم تراجع إلى نحو 220 دولارًا في أبريل، نتيجة انخفاض المبيعات وتراجع ثقة المستثمرين والغموض المحيط بالرسوم وتقييم الشركة.
تصاعدت الاحتجاجات على معارض تسلا وتزايد الغضب تجاه دور ماسك السياسي، بينما تراجعت المبيعات الأوروبية بنحو 40% خلال الصيف بسبب المنافسة الصينية القوية، خصوصًا BYD التي تصدرت السوق المحلي، ومع حلول منتصف العام تراجعت الحصة السوقية لتسلا إلى أقل من 1%، رغم إشراقات في الولايات المتحدة والنرويج بنهاية العام بفعل تغيّرات ضريبية.
ومع ذلك يؤكد ماسك أن مستقبل الشركة لا يرتبط فقط ببيع السيارات، فالمستثمرون يراهنون على مجالات كبرى مثل القيادة الذاتية والروبوتات والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة التي قد تعيد تعريف الشركة في السنوات القادمة.
رابعًا: أغنى رجل في العالم… بفارق تاريخي
أنهى ماسك عام 2025 وهو يتصدر قائمة الأغنياء عالميًا وفق مؤشر بلومبيرغ، حيث بلغت ثروته نحو 450 مليار دولار مطلع ديسمبر، متقدمًا بنحو 180 مليار دولار على أقرب منافسيه لاري بيج. وخلال السنة ارتفعت ثروته بمقدار نحو 17.5 مليار دولار، ليصبح أول شخص يلامس حاجز 500 مليار دولار لفترة وجيزة.
ووافق مساهمو تسلا على حزمة رواتب قد تمنح ماسك 878 مليار دولار خلال عقد إذا ارتفعت قيمة الشركة إلى 8.5 تريليون دولار، وهو ما أشار إليه ماسك بأنه ليس فصلًا جديدًا بل كتابًا جديدًا بالكامل.
بين السياسة والمال، وبين الابتكار والجدل، يظل عام 2025 علامة بارزة في حياة إيلون ماسك، مع توقعات بأن يظل حاضرًا في العناوين الكبرى سواء بابتكار جديد أو أزمة كبيرة أو رقم قياسي في الثروة.
