أسباب وتكوّن الحزام الناري
يتكوّن الحزام الناري نتيجة إعادة تنشيط فيروس الحماق النطاقي الكامن في الجسم، الذي بقي خاملاً بعد إصابتك بالجديري المائي في الصغر لسنوات طويلة. لكن ضعف الجهاز المناعي قد يتيح له الظهور مجددًا.
يتراجع المناعة الخلوية مع التقدم في العمر، ويبدأ ذلك عادة بعد الخمسين، ما يسمح بإعادة تنشيط الفيروس وظهور الحزام الناري.
وتؤدي أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب والشرايين وأمراض الرئة المزمنة والقصور الكلوي وغيرها إلى زيادة احتمالية الإصابة بالهربس النطاقي عند كبار السن.
مفاهيم خاطئة شائعة حول الحزام الناري
على الرغم من أن الدراسات تشير إلى أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص حول العالم معرضون للإصابة بالحزام الناري خلال حياتهم، إلا أن المجتمع بحاجة إلى زيادة التوعية.
أظهرت دراسة عالمية شملت بالغين فوق سن الخمسين من أكثر من 12 دولة أن 86% من المشاركين يقلّلون بشكل كبير من تقدير مخاطر الحزام الناري وشدته أو لا يعرفون عنها شيئًا.
كما اعتقد أكثر من 26% من المشاركين أن الخطر لا يتجاوز واحدًا من كل 100 شخص، بينما ظن نحو 17% أن النسبة هي واحد من كل 1000، في حين يرى قرابة 49% أن احتمالية إصابتهم بالمرض ضئيلة جدًا. هذه المفاهيم الخاطئة قد تؤدي إلى التهاون مع المرض وإهمال الوقاية منه.
كيفية التعامل مع الحزام الناري عند الإصابة
يساعد التشخيص المبكر والتدخل السريع عند ظهور أعراض المرض (خلال 3 إلى 4 أيام من ظهور الطفح) في تخفيف المرض وتقليل شدته ومدته، ويُنصح بالتواصل مع طبيب الرعاية الصحية فور الاشتباه بالإصابة.
ويمكن وصف مضاد الفيروسات ومسكنات الألم المناسبة بشكل فوري مما يقلل من تطور المرض.
كما يُنصح باتباع الإرشادات العامة مثل الحفاظ على منطقة الطفح نظيفة وجافة وارتداء ملابس فضفاضة لتقليل الاحتكاك، بالإضافة إلى استخدام كمادات باردة عدة مرات يوميًا لتخفيف الألم والحكة.
وعادةً ما تلتئم البثور وتختفي خلال فترة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
دور التطعيم في الوقاية
تُعد الوقاية من الحزام الناري خطوة أساسية، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للإصابة، وعلى رأسهم الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين عامًا، والمصابين بأمراض مزمنة أو أمراض تثبط المناعة أو الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة مثل مرضى زراعة الأعضاء أو مرضى السرطان وغيرهم.
وفي هذا السياق تبرز أهمية لقاح الحزام الناري، الذي أثبت فعاليته الكبيرة في تقليل احتمالية الإصابة بالمرض، وكذلك الحد من شدة الأعراض المصاحبة له والمضاعفات الناتجة عنه.
ويشهد الوعي المجتمعي بالمملكة تزايدًا ملحوظًا بفضل جهود وزارة الصحة السعودية والعديد من الجمعيات الطبية، إلا أن دور الأسرة يظل محوريًا في توعية كبار السن وحثّهم على تلقي التطعيم.
وتوصي وزارة الصحة السعودية بأخذ لقاح الحزام الناري على هيئة جرعتين بينهما شهرين إلى ستة أشهر للفئات المعرضة للإصابة.
وجدير بالذكر أنه لا يوجد تعارض بين لقاح الحزام الناري ولقاح الإنفلونزا أو لقاح الالتهاب الرئوي الناتج عن البكتيريا العنقودية، ويمكن تلقي لقاحين أو أكثر في نفس الوقت دون أن يؤثر أحدها على فعالية الآخر، وهو ما يدعم استراتيجية الوقاية المتعددة خاصة لكبار السن.
