تتغير صورة المواعدة في العصر الرقمي من رحلة لاكتشاف الانسجام والكيمياء إلى محاولة لتفادي الإشارات التحذيرية والنيات غير الواضحة. مع انتشار تطبيقات التعارف ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح السؤال الأهم: هل يبحث الطرف الآخر عن ارتباط حقيقي أم مجرد تسلية عابرة؟
إعادة تعريف المواعدة في العصر الرقمي
يتجه جيل الألفية لإعادة تعريف مفهوم المواعدة، متبنياً نمطاً لم يكن خياراً مفضلاً يوماً وهو العلاقات عن بعد. كشفت دراسة حديثة أجرتها منصة Dating وشملت 2000 مشارك من Millennials عن أبرز التغيرات في أساليب التعارف وبناء القرب العاطفي المتوقَّع في عام 2026.
أظهرت البيانات أن 55% من المشاركين منفتحون على علاقة عاطفية عن بعد قد لا تتحول إلى لقاء مباشر، بينما عبَّر 7% عن تفضيلهم لهذا النمط بشكل صريح. كما أشار 37% إلى استعدادهم لخوض علاقة قائمة بالكامل على التواصل عبر الإنترنت لتجنب العادات والروتين اليومي والتفاصيل المرهقة، فيما يرى 32% أن التفاعل الواقعي أصبح مستنزفًا نفسيًا مقارنة بالتواصل الافتراضي.
يعكس هذا الاتجاه حالة إرهاق عاطفي يعيشها جيل الألفية؛ فالتواصل خلف الشاشات يمنح شعوراً بالهدوء والسيطرة، ويخفف من ضغوط اللقاءات المتكررة والتوقعات السريعة.
وتتوافق النتائج مع مؤشرات أوسع حول الإرهاق من تطبيقات المواعدة. أشارت دراسة صحية نشرتها Forbes إلى أن 79% من الأشخاص من الأجيال الشابة مثل Millennials وGen Z يعانون burnout من هذه التطبيقات. ورغم أن نحو 3 من كل 10 بالغين لا يزالون يستخدمونها، فإن واحداً من كل 10 أشخاص تعرف على شريك حياته الحالي عبر تطبيق أو موقع تعارف.
وتؤكد الأرقام أن الأزمة تضرب الأجيال الأصغر بقوة أكبر، حيث أفاد 80% من Millennials و79% من Gen Z بشعورهم بالإرهاق وفقدان الحماس تجاه تطبيقات المواعدة، ما يفسر اللجوء إلى بدائل أكثر هدوءاً، حتى وإن بدت غير تقليدية.



