ذات صلة

اخبار متفرقة

فوائد الشاي الأخضر: الوقاية من أمراض كثيرة، أبرزها أمراض القلب والسرطان

تزخر الشاي الأخضر بمضادات الأكسدة من مركبات البوليفينول مثل...

على الرغم من فوائده، تحذير: البابونج يسبب أضراراً خطيرة

يُعد البابونج من المواد الطبيعية المفيدة لعلاج عدد من...

وفاة داوود عبد السيد بسبب مرض خطير.. تعرف على التفاصيل

توفي المخرج داوود عبد السيد إثر معاناة صحية شديدة...

دراسة تُبيّن أن التطبيقات تشتّت انتباه المراهقين أكثر من الألعاب الإلكترونية.

تفاصيل الدراسة أظهرت نتائج دراسة شملت أكثر من 8000 طفل...

هل تعاني من جفاف الفم المستمر، فقد تكون علامة على وجود حالات صحية كامنة.

أسباب جفاف الفم المستمر يظهر جفاف الفم عندما ينخفض إفراز...

الفيروس الكبير فى كوبا: معلومات عن المرض الذى ينقله البعوض

تعاني كوبا هذه الأيام حالة طوارئ غير مسبوقة جراء وباء غامض أطلق عليه السكان اسم الفيروس الكبير، وهو مرض يثير فزعًا واسعًا بين المواطنين إذ ينتشر بسرعة في بلد يرزح أصلاً تحت ضغط نقص الأدوية والغذاء والطاقة. وتزداد المخاوف مع تدهور قدرات المستشفيات التي تقف على حافة الانهيار، فيما يبحث الناس عن العلاج في منازلهم باستخدام أعشاب أو في الأسواق السوداء.

وفق تقرير نشره موقع El País الإسباني، فإن ما يعرف بالفيروس الكبير ليس فيروسًا واحدًا بل مزيجًا من حمى الضنك وحمى الشيكونغونيا وفيروس أوروبوش، وهي أمراض تنقلها البعوض وتنتشر عادة في البيئات المدارية. وتشير البيانات الرسمية إلى أن عدد الإصابات المؤكدة بحمى الشيكونغونيا تجاوز 38 ألف حالة، فيما سجلت السلطات نحو 55 وفاة، بينهم 21 طفلًا، مع ترجيحات بأن الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك.

تبدأ الأعراض فجأة بارتفاع شديد في الحرارة يتجاوز 39 درجة، مع آلام مبرحة في المفاصل وطفح جلدي وتقيّء وإسهال، ثم تتصاعد مرحلة التيبّس وصعوبة الحركة. يصف الأطباء الحالة بأنها «شلل مؤقت» في بعض العضلات، ويستمر التأثير على المتعافين لعدة أشهر ليظهر الإرهاق المزمن وفقدان التوازن، مع تقارير عن ضعف الذاكرة لاحقًا.

وصفت الصحفية الكوبية يرمارا توريس هيرنانديز الوضع على وسائل التواصل قائلة: «ماتانزاس أصبحت مدينة أشباح، الناس يمشون منحنين كأنهم خرجوا من معركة، وكل خطوة تقود إلى ألم».

يرى خبراء الأوبئة أن السبب الرئيس هو تزايد أعداد البعوض بفعل الأمطار الغزيرة وتراكم القمامة في الشوارع بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود اللازم لرش المبيدات. وتفيد بيانات المركز الوطني للنظافة بأن نسبة انتشار البعوض في المناطق السكنية تصل إلى نحو 0.89%، ما يعني وجود الناقل في كل حي تقريبًا. كما أن ارتفاع الحرارة والرطوبة يخلق بيئة مناسبة لتكاثر الحشرات، في وقت تواجه فيه الدولة صعوبات في توفير المبيدات وصيانة شبكات الصرف. وتؤكّد الدكتورة جيانيلا كروز أفيلا، مديرة المركز الإقليمي للنظافة في هولغين، أن الخلل الأكبر يكمن في الوقاية، فالقضاء على البعوض البالغ لا يكفي بل يجب تدمير البيض واليرقات والعذارى كذلك.

لا يوجد حتى الآن علاج نوعي للفيروس الكبير، والعلاج يركز على تخفيف الأعراض. ينصح الأطباء بالراحة التامة وشرب كميات كبيرة من الماء لتجنب الجفاف وتناول خافضات الحرارة مثل الباراسيتامول. أما الأدوية المضادة للالتهاب القوية مثل الإيبوبروفين فتنصح بتجنبها لأنها قد تزيد خطر النزف في حالات حمى الضنك.

يشير خبراء معهد بيدرو كوري للأمراض المعدية إلى أن ضعف التغذية يفاقم خطر المرض، فالحُمّى والالتهابات تستنزف مخزون الحديد والبروتين بالجسد. ويعيش غالب الكوبيين على الأرز وقليل من اللحم المفروم، وتُوصي نشرات طبية بتناول البيض والزبادي والأسماك والمكسرات والخضراوات الورقية لتعويض النقص، إلا أن هذه الأطعمة شبه غائبة من المتاجر.

المستشفيات الكوبية تعمل بقدرات محدودة جداً، فالفحوص المخبرية لتحديد نوع الفيروس غير متوفرة في كثير من الأحيان، وتُسجل التشخيصات عادة تحت بند «حمّى غير محددة». ويشير مصدر من المعهد إلى أن عينات كثيرة تُلفظ بسبب غياب الكواشف اللازمة للتحليل، ما يؤدي إلى نتائج سلبية كاذبة. العلاج يقتصر غالباً على مسكنات ومحاليل جفاف، وتقول ممرضة في ماتانزاس: «نرسل المرضى إلى منازلهم ونكتفي بالراحة فقط»، لأن الدواء غير متوفر. ومع النقص الحاد في الأدوية تتحول العائلات إلى الطب الشعبي؛ فتقول سيدة تدير عائلة في منطقة ما: «نستخدم خليطاً من الأوريجانو والثوم والقرنفل المغلي مرتين يومياً، لأننا بلا حماية».

تشير بيانات محلية إلى أن نحو 70 ألف عامل صحي تركوا وظائفهم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بينهم أكثر من 30 ألف طبيب. وتكتظ المستشفيات وتُغلق عيادات كاملة بسبب إصابة الطواقم بالفيروس، وتقر وزارة الصحة بأن نقص الأدوية يتجاوز 70% من الاحتياجات، ما يجعل السوق السوداء المصدر الوحيد للمستلزمات العلاجية.

يحكي هانسل، مهندس من هافانا يبلغ من العمر 31 عاماً، أن الألم بدأ في الركبة ثم أصبح الوقوف صعباً خلال يومين، أما سيلفيا من بينار ديل ريو فذكرت أن أمها سقطت فجأة بسبب الحمى واضطرتا للبقاء في المنزل بلا تشخيص لأن المستشفى القريب خالٍ من الأدوية. وفي حي آخر تقرعُ حالات مشابهة لدى الأطفال وكبار السن، وتقول مايدليس سولانو: «كل بيت فيه مريض. نستيقظ ونقول نفس العبارات: يؤلمني هنا، لا أستطيع النوم، لا أستطيع النهوض».

على الرغم من تضاعف أعداد المرضى والوفيات، تصر الحكومة على أن الوضع «تحت السيطرة»، حيث أكد وزير الصحة خوسيه أنخيل بورتال ميراندا أن «هذه أمراض موسمية مألوفة في مناخنا» رافضًا وصفها بالوباء. لكن صوراً من هافانا وماتانزاس تُظهر مستشفيات مكتظة ومشارح تعمل ليلاً نهاراً، ما يجعل من الصعب تصديق الرواية الرسمية. كما حذرت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية من انتشار البعوض المنقول بالطعوم في كوبا كأوسع انتشار في عقدين، محذّرة من أن أي تأخير في مكافحة البعوض قد يوسّع المرض في منطقة الكاريبي.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على