التغيرات الصحية في عام 2025
يتحوّل عام 2025 إلى جرس إنذار مبكر للكثيرين حيال مشاكل صحية كانت تُعد بعيدة فصرّحت بأنها ستظهر في مراحل لاحقة من العمر، لتصيب الشباب العاملين والآباء الجدد وحتى من يعتبرون أنفسهم نشطين بدرجة معقولة، فالأمر ليس مقصورًا على أمراض مثل مرض السكر وارتفاع ضغط الدم فحسب، بل يشمل مرض الكبد الدهني وزيادة الوزن، وأصبح جزءًا من الحياة اليومية وليس حالات عارضة.
وفقًا لتقرير نشرته نيوز18، تقول السيدة سيدهي كريبال، استشارية التغذية في الهند، إن هذه الأمراض لم تظهر فجأة وإنما نتاج خيارات نمط حياة صغيرة ومتكررة تسببت تدريجياً من عادات سهلة وغير مؤذية، بل ووُصفت أحيانًا بأنها “صحية” مثل ساعات العمل الطويلة واعتماد على الأطعمة المعلبة وعدم انتظام الوجبات والمشروبات السكرية وانخفاض تناول الألياف، وكلها عوامل تتراكم ببطء على مدى سنوات لتظهر في النهاية في شكل أمراض مرتبطة بنمط الحياة.
تؤكد كريبال أن الوقاية من الأمراض لا تتطلب أنظمة غذائية قاسية أو قواعد معقدة، لكنها تتحقق من خلال خيارات بسيطة ومستمرة تحدث فرقًا كبيرًا، وهي تناول الطعام المنزلي بشكل متكرر، اختيار المنتجات الموسمية بدلًا من المصنعة، الحفاظ على رطوبة الجسم وزيادة تناول الألياف، والتقليل من المشروبات السكرية. فالتغذية الجيدة ليست علاجًا سحريًا لكنها تمنع العديد من المشاكل الصحية قبل تفاقمها.
وتؤكد رئيسة قسم التغذية في كافيه نيوتريشن أن أمراض نمط الحياة تشكل الآن جزءًا كبيرًا من عبء الأمراض مثل السمنة ومرض السكر من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية والكبد الدهني وبعض أنواع السرطان، وصولًا إلى أمراض الجهاز التنفسي، وترتبط بشكل متزايد بأنماط الحياة الحديثة وقلة الحركة، بالإضافة إلى أنظمة غذائية غنية بالملح والسكر والدهون غير الصحية.
وتشير لسيدهي إلى أن الوقاية تبدأ بالتشخيص المبكر وإجراء تغييرات جوهرية في نمط الحياة فيما يتعلق بالغذاء، من خلال تقليل تناول الأطعمة المصنعة والمعلبة كخطوة أولى أساسية، والتركيز على كميات متوازنة من الكربوهيدرات مع زيادة البروتين الخالي من الدسم وإيلاء الأولوية للألياف الموجودة في الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، كما تُبرز أهمية الاعتماد على الأنظمة الغذائية التقليدية التي غالبًا ما تكون متوازنة ومتنوعة بطبيعتها.
وتوضح دراسات حديثة أُجريت من فريق بحثي من فيروتس، تحت إشراف الدكتور ناير، أن المخاطر الجينية لنقص المغنيسيوم تسهم بشكل كبير في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأنه بالإمكان اكتشاف هذا الخطر مبكرًا من خلال التحليل الجيني للتمثيل الغذائي، ما يمهد إلى تدخلات موجهة مثل تناول مكملات المغنيسيوم قبل ظهور المرض بسنوات أو عقود.



