يتوسع دور هذه الأدوات ليشمل الدعم العاطفي وإدارة الضغوط النفسية، فهذه النماذج لم تعد مجرد مساعدات في البحث أو إنجاز المهام بل أصبحت تُستخدم لتوفير مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر وتفريغ التوتر.
وأشار مصطفى سليمان، رئيس قطاع الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، إلى أن كثيرين يلجأون إلى الشات بوت لتفريغ مشاعرهم وتنقية أذهانهم، وأوضح أن هذا الاستخدام ليس علاجًا نفسيًا بالمعنى التقليدي، بل يلبّي حاجة إنسانية حقيقية؛ فهذه النماذج مصممة لتكون غير حُكمية وتعتمد على الاستماع المتوازن والتعاطف والاحترام.
يُعد الاستماع دون حكم أحد أبرز أسباب الإقبال على هذه الأدوات، فالشات بوت يتيح مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر والأسئلة الحساسة دون خوف من الانتقاد، وهو ما قد لا يتوفر دائمًا حتى في دائرة الأصدقاء والعائلة.
ويرى سليمان أن لهذه الظاهرة جوانب إيجابية، فهذه الآلة تساهم في نشر اللطف والتأمل الذاتي، وتساعد المستخدمين على الظهور بصورة أفضل في العالم الواقعي بين من يحبونهم، رغم أنها لا تشكل بديلاً عن العلاقات البشرية الحقيقية.
اعتماد متزايد على الشات بوتات
أشار سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، إلى أن عدداً من المستخدمين بدأوا يعالجون الشات بوت كـ”معالج نفسي” وهو ما يفتح نقاشًا حول حدود دور الذكاء الاصطناعي في حياة البشر.
وفي ظل هذا النمو، يثار سؤال حول إمكانية أن يكون الذكاء الاصطناعي مكملًا للدعم الإنساني أم بديلاً عنه. يؤكد سليمان أن الشات بوتات ليست علاجًا نفسيًا، لكن دورها في تخفيف الضغط العاطفي يبدو مرشحًا للنمو مع ازدياد الاعتماد عليها في الحياة اليومية.



