يمكن علاج الكبد الدهني المبكر؟
يتضح من التقييم الطبي أن الكبد الدهني في مراحله المبكرة ومرحلة ما قبل السكري يمثلان إنذارًا استقلابيًا مهمًا، لكن الضرر الخلوي في هذه المرحلة محدود وقابل للعكس تمامًا خلال فترة تقارب ستة إلى اثني عشر شهرًا عند الالتزام بتعديل نمط الحياة. يكمن مفتاح العلاج في تقليل الدهون المتراكمة في الكبد وتحسين حساسية الأنسولين في الوقت نفسه.
أولاً: تصحيح النظام الغذائي
تشير التوجيهات إلى أن التغذية الصحية تشكل الركيزة الأساسية للعلاج، وتتضمن اتباع نظام غذائي منخفض مؤشر جلايسيمي وغني بالألياف، مع الإكثار من الخضروات والبقوليات والسلطات والحبوب الكاملة مثل الأرز البني، وتناول الفاكهة باعتدال، والاعتماد على مصادر بروتين صحية مثل العدس والبيض والسمك والجبن للحفاظ على الكتلة العضلية وتقليل الرغبة في السكريات. كما يجب تقليل الكربوهيدرات المكررة والمشروبات المحلاة والسكريات الخفية في المطبخ المعاصر، واستبدال الدهون الضارة بزيوت صحية مثل زيت الزيتون أو الكانولا أو الخردل ونخالة الأرز، مع إضافة المكسرات والبذور الغنية بالأوميغا-3، مع تنظيم مواعيد الوجبات وتجنب الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل.
ثانيًا: زيادة النشاط البدني اليومي
يساعد النشاط البدني المنتظم على تحسين التمثيل الغذائي وتقليل الدهون في الكبد، وتوصياته تتضمن ممارسة المشي السريع لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا أو الوصول إلى 10 آلاف خطوة يوميًا، وممارسة تمارين المقاومة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا لتحسين امتصاص الجلوكوز في العضلات، والاعتماد على النشاط البدني غير الرياضي اليومي كالصعود السلم والحركة المنزلية، مع تجنب الجلوس الطويل وتحريك الجسم كل ثلاثين دقيقة.
ثالثًا: تحسين النوم وتنظيم الساعة البيولوجية
تؤدي اضطرابات النوم إلى زيادة مقاومة الأنسولين وتراكم الدهون الحشوية، لذا ينصح الخبراء بالنوم من سبع إلى ثماني ساعات يوميًا، والالتزام بمواعيد نوم واستيقاظ ثابتة، وتوفير بيئة مظلمة وهادئة للنوم، وتجنب الكافيين والوجبات الثقيلة والتعرض للضوء الأزرق قبل النوم بساعتين.
رابعًا: تقليل التوتر والإجهاد
الإجهاد المستمر يرفع مستويات هرمون الكورتيزول، وهو ما قد يفاقم الكبد الدهني ومقدمات السكري، لذا يوصى بممارسة تمارين التنفس العميق أو اليوغا أو التأمل لمدة عشر دقائق يوميًا.
خامسًا: المتابعة والفحوصات الدورية
بعد التشخيص، يوصى بالمتابعة المنتظمة التي تشمل قياس سكر الدم أثناء الصيام وهيموجلوبين HbA1c، وفحص إنزيمات الكبد ALT وAST، وقياس الدهون الثلاثية ومحيط الخصر كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، ويُعد الوصول إلى محيط خصر مثالي أقل من 90 سم للرجال و80 سم للنساء مؤشرًا مهمًا لتقليل مخاطر أمراض التمثيل الغذائي.
تغيير العادات اليومية البسيطة مثل المشي بعد الوجبات وتقليل الكربوهيدرات المكررة وتحسين النوم وإدارة التوتر يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في علاج الكبد الدهني المبكر ومرحلة ما قبل السكري ويعيد التوازن الصحي للجسم خلال فترة زمنية نسبية قصيرة.



