فهم تشابه أعراض القلق مع مشاكل القلب
تبدأ أعراض القلق عادةً بشعور خوف يدفع الجسم إلى الاستعداد للخطر، ما يسبب أحيانًا ألماً أو ضيقاً مفاجئاً في الصدر، وسرعة أو انتظاماً غير طبيعي في ضربات القلب، وضيقاً في التنفس.
وتترافق هذه الحالة مع تغيّرات جسدية أخرى تشمل الدوار والتعرق والرعشة والغثيان وخدر في الذراعين أو الفك أو الرقبة.
وتؤكد الأخصائية أن الأعراض المرتبطة بالخوف عادةً ما تبلغ ذروتها خلال دقائق، وقد تحدث أثناء الراحة أو مع وجود توتر عاطفي، كما أن ألم القلب غالباً ما يرتبط بمجهود بدني ويزداد مع الوقت.
وتشير إلى أن القلق قد يقرأه البعض كأنه نوبة قلبية، لأن القلق يسبب استجابة جسدية قوية تشبه مشاكل القلب وتؤثر في الصحة القلبية، خاصةً إذا كانت المشكلة الأساسية موجودة بالفعل أو لم تُكشف بعد.
متى تزور قسم الطوارئ؟
استمرارية ألم الصدر لأكثر من بضع دقائق تستدعي التوجه إلى الطوارئ، وكذلك انتشار الألم إلى الذراع أو الفك أو الظهر، وجود ضيق في التنفس أو الإغماء، وعدم تجاهل هذه الأعراض لدى بعض الأشخاص.
ويُنصح بأن تعامل الأعراض لدى من هم في سن الأربعين فما فوق، أو المصابين بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم أو المدخنين أو من لديهم أمراض قلب معروفة، كما لو كانت أعراضاً قلبية حتى يتم استبعاد سبب آخر.
كيف يؤثر القلق على القلب؟
يرفع القلق مستويات هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، ما يزيد معدل ضربات القلب ويرفع ضغط الدم ويجهد عضلات الصدر ويفسح المجال لتسارع التنفس، وهو ما يجعل الجسم مستعداً للخطر حتى لو لم يوجد خطر جسدي حقيقي.
قد يؤدي التنفّس السريع إلى انخفاض في ثاني أكسيد الكربون في الدم، فيشعر الشخص بالدوخة وعدم الراحة في الصدر وتوتر عضلاتهما، وهذا يجعل الأعراض تشبه مشاكل القلب إلى حد بعيد.
تشير دراسات إلى أن القلق المزمن قد يساهم في إجهاد القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل، مما يؤكد أهمية دعم الصحة النفسية بجانب رعاية القلب، وأن معالجة القلق ترفع جودة الحياة وتدعم نتائج إعادة التأهيل وتقلل من خطر تكرار النوبات.
علاجات وتدابير حماية القلب من القلق
يساعد العلاج السلوكي المعرفي على تنظيم استجابات الجسم للتوتر وتقليل ارتفاع هرمونات التوتر الضارة.
تساهم الأدوية، عند وصفها بشكل صحيح، في استقرار المزاج دون زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
تلعب تغييرات نمط الحياة دوراً محورياً، فالمداومة على الرياضة واليوغا والتأمل ونوم كافٍ وتمارين التنفّس تقلّص هرمونات التوتر وتحسن تقلب معدل ضربات القلب وتنظيم ضغط الدم، كما يساعد تجنّب التدخين والإفراط في تناول الكافيين والكحول في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
ما يجب فعله أثناء نوبة القلق
ابدأ بتقييم طبي لاستبعاد مشاكل القلب كخطوة أولى.
ثم اعمل على تهدئة الجهاز العصبي، مع استخدام التنفّس البطيء والمنظم وتقنيات الاسترخاء لتخفيف الأعراض بسرعة.
وللرعاية طويلة الأمد، قد يشمل العلاج النفسي والأدوية عند الحاجة وتدريب إدارة التوتر والمتابعة الدورية، مع الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية معاً لتحقيق أفضل النتائج ومنع تكرار الحالة.



