يحذر بحث علمي حديث من أن اضطراب مواعيد النوم قد يزيد بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بسرطان الثدي العدواني، نتيجة اختلال الساعة البيولوجية للجسم وضعف الجهاز المناعي.
وتوضح النتائج أن اضطراب الإيقاع اليومي لا يسبب الإرهاق فحسب، بل يغيّر بنية أنسجة الثدي ويخلق بيئة مثالية لنمو الخلايا السرطانية وانتشارها بسرعة أكبر.
وتمت الدراسة على نماذج معدلة وراثيًا معرضة للإصابة بسرطان الثدي العدواني، وتم تقسيمها إلى مجموعتين: الأولى عاشت وفق دورة النهار والليل الطبيعية، والثانية تعرضت لدورة ضوئية مضطربة أحدثت خللًا في الساعة البيولوجية.
وأظهرت النتائج أن ظهور السرطان في المجموعة الطبيعية حدث بعد أكثر من 20 أسبوعًا، بينما ظهرت علامات المرض في المجموعة المحرومة من النوم بعد نحو 18 أسبوعًا فقط. وكانت الأورام لدى المجموعة الثانية أكثر عدوانية وانتشرت إلى الرئتين، كما كان الجهاز المناعي أقل قدرة على مقاومة الخلايا السرطانية.
قال الدكتور سوميت ساركار، المدير المشارك لمركز المعلوماتية الحيوية الإحصائية في الجامعة: “السرطان يتحكم في الوقت، وعندما تتعطل الساعة الداخلية للجسم، يستغل السرطان هذه الخلل للنمو والانتشار، لكننا بدأنا نكتشف طرقًا جديدة لمواجهة هذا الخطر”.
سرطان الثدي ولماذا يُعد خطيرًا
يعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء حول العالم، وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 80% من حالات سرطان الثدي تكون غازية، والمرض يصيب غالبًا النساء فوق سن الخمسين، ولكنه قد يظهر أيضًا لدى النساء الأصغر سنًا، وفي حالات نادرة يصيب الرجال.
من الأكثر عرضة للخطر؟
تزداد احتمالات الإصابة لدى العاملات في النوبات الليلية مثل الممرضات والصناعيين وخدمات الطوارئ، ولكل من يعانين من أرق مزمن، ومن يعانين من خلل مستمر في مواعيد النوم، وكذلك من يسافرن بكثرة عبر مناطق زمنية مختلفة.
نصائح لحماية الصحة من اضطراب النوم
يؤكد البحث أن النوم لم يعد مجرد رفاهية بل ضرورة طبية لحماية الجسم من أمراض خطيرة، وعلى رأسها سرطان الثدي العدواني. ويوصي الخبراء بالانتظام في مواعيد النوم وتقليل العمل الليلي قدر الإمكان والتعرض للضوء الطبيعي خلال النهار ومراجعة الطبيب عند وجود اضطرابات نوم مزمنة.
