توضح التربية الإيجابية أنها ليست غياب القواعد ولا تنازلاً عن دور الأهل، بل هي أسلوب واعٍ يحترم الطفل ويعطيه فهمًا عاطفيًا مع وضع حدود واضحة دون عنف أو إهانة، وتؤكد أن السلوك الخاطئ في هذا النهج يُقرأ كرسالة تحتاج للفهم والتوجيه، لا كجريمة تستدعي العقاب القاسي.
تصبح التربية الإيجابية صحية عندما تراعي المرحلة العمرية والقدرات النفسية للطفل، وتستبدل الأوامر والصراخ بقواعد ثابتة ومفهومة، ويشعر الطفل بالأمان النفسي دون الإفراط في التدليل.
يُفصل بوضوح بين رفض السلوك واحترام الطفل كشخص.
تشير هذه البيئة إلى أنها تساعد على تنمية طفل متزن يعبر عن مشاعره ويتحمل مسؤولية اختياراته في المستقبل.
متى تتحول التربية الإيجابية إلى أذى؟
تحذر من أن الخلل ليس في الفكرة بل في التطبيق المشوّه، الذي يظهر عندما تختزل التربية الإيجابية في إلغاء كلمة لا، أو يخشى الأهل فرض حدود حتى لا يشعر الطفل بالضيق، أو تغيب العواقب المنطقية للأخطاء، أو تُمنح للطفل سلطة تفوق عمره وقدرته النفسية.
ويؤكد أن هذا النمط قد ينتج طفلًا غير قادر على تقبّل الإحباط أو الالتزام، ويواجه لاحقًا واقعًا اجتماعيًا لا يدار بالمشاعر وحدها.
نقاط أساسية لضبط مفهوم التربية الإيجابية
تشمل النقاط الأساسية ثلاثة عناصر: الحب غير المشروط لا يلغي المحاسبة، الحدود الواضحة ضرورة نفسية، والانفعال يفقد الرسالة معناها.
الحب غير المشروط لا يلغي المحاسبة: الطفل محبوب دائمًا، لكن السلوك الخاطئ يُناقش ويصحّح.
الحدود الواضحة ضرورة نفسية: القواعد تمنح الأمان وليست دليل قسوة، والعواقب المنطقية أقوى من العقاب، وتعلّم الطفل تحمل نتيجة أفعاله دون إذلاله، والهدوء أداة تربية لا ضعف شخصية.
الإنفعال يفقد الرسالة معناها: القدوة أساس أي أسلوب تربوي، لما يراه الطفل يُترجم إلى سلوك أكثر من كونه ما يسمعه.



