توفيت طفلة هندية تبلغ من العمر ست سنوات مساء يوم قريب، بعد تعرضها لعضة كلب من الشارع رغم تلقيها أربعة جرعات من لقاح داء الكلب، وفق تقارير صحفية.
أفادت الأسرة بأن نيشا شيندي كانت تلعب خارج المنزل حين عضها كلب، فاستجاب والدها بسرعة ونقلها إلى المستشفى حيث جرى إعطاؤها حقنًا مضادًا لداء الكلب إضافة إلى علاجات أخرى، من بينها حقن التيتانوس. لكن بعد يوم من الجرعة الأخيرة من اللقاح بدأ يتفاقم وضعها، وشعرت بحمى شديدة وصداع، ثم ظهرت تغيرات في سلوكها لتموت في المستشفى رغم محاولات الأطباء إنقاذها.
الأسباب المحتملة لوفاة ما بعد عضة كلب بالرغم من التطعيم
تشير تقارير إلى أن وفيات كهذه تعتبر نادرة لكنها قد تحدث بسبب عدة عوامل، منها تأخير التطعيم أو العلاج الوقائي فور التعرض للعضة. يجب غسل الجرح جيدًا بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 15 دقيقة ثم نقل المصاب فورًا إلى المستشفى لتلقي الوقاية من داء الكلب، وإلا قد يكون الفيروس قد استقر في الجهاز العصبي باكرًا وتصبح التطعيم غير فعال.
ليس كل المصابين يحصلون على استجابة مناعية كافية للقاح بسبب مشاكل صحية سابقة أو ظروف طبية تعيق الاستجابة المناعية، كما قد تتفاوت قوة استجابة الجسم بناءً على شدة العضة.
تعتمد فاعلية التطعيم أيضًا على نوع العضة ومكانها؛ فالعضة في مناطق تحتوي أعصابًا مثل الوجه والرقبة واليدين قد تسهل وصول الفيروس إلى الجهاز العصبي بسرعة أكبر.
قد يؤدي انتهاء صلاحية اللقاح أو عدم الالتزام بالجدول الزمني إلى فشل اكتساب المناعة، وهذا أحد أسباب انخفاض فاعلية اللقاح في بعض الحالات. كما أن سوء العناية بالجرح وعدم تنظيفه بالشكل الكافي يترك بقايا جزيئات الفيروس لتنتشر في الدم بسرعة.
توجد سلالات مختلفة من فيروس داء الكلب قد تملك خصائص تجعلها أكثر قدرة على التسبب في المرض أو تقليل كفاءة الاستجابة المناعية التي يثيرها اللقاح، وهذا عامل إضافي في بعض الحالات.
ولا يجوز تجاهل أهمية وجود الجلوبولين المناعي المضاد لداء الكلب (RIG)، الذي يوفر أجسامًا مضادة سريعة ومؤقتة في موضع العضة ويمنح الجهاز المناعي الوقت الكافي ليبدأ في الاستجابة للقاح. إذا تلقى المصاب اللقاح فقط دون وجود جلوبولين مناعي، فقد تصل الفيروسات إلى الجهاز العصبي المركزي بشكل أسرع.
ما هو داء الكلب؟
ينتقل فيروس داء الكلب عبر ملامسة لعاب حيوان مصاب لجروح مفتوحة أو للغشاء المخاطي في العينين أو الأنف أو الفم، ويدخل الجسم عبر اللعاب أو أنسجة الدماغ/الجهاز العصبي للحيوان المصاب. يعتبر داء الكلب مرضًا قاتلًا، لكنه قابل للوقاية إذا تم الوقاية منه بسرعة وبالطرق الصحيحة، ويمكن أن ينتقل إلى البشر والحيوانات الأليفة عند التعرض للعض أو الخدش من حيوان مصاب. يدخل الفيروس إلى الجسم عبر اللعاب الملْوث بالجروح، ويتسرب ببطء عبر الأعصاب إلى الجهاز العصبي المركزي حتى يصل إلى الدماغ، فيتلف الخلايا العصبية ويؤدي إلى الغيبوبة والموت إذا لم تتم الاستجابة العلاجية المناسبة في وقت مبكر.
