تزداد حالات الإصابة بمرض السكر والسمنة وارتفاع ضغط الدم والكبد الدهني نتيجة نمط الحياة الخامل وتزايد الاعتماد على الأطعمة عالية الكربوهيدرات والدهون غير الصحية.
أسباب مقاومة الأنسولين وخطرها
يعتبر مقاومة الأنسولين خطراً صحياً خفياً، فقد لا تظهر الأعراض في السنوات الأولى رغم وجودها في الجسم، لأن البنكرياس يفرز الأنسولين لتنظيم السكر في الدم بينما ترتفع نسب السكر مع تناول الكربوهيدرات.
ومع استمرار ارتفاع الكربوهيدرات وتبقى مستويات الأنسولين مرتفعة بشكل مزمن، تفقد خلايا العضلات والدهون والكبد قدرتها على الاستجابة بشكل كافٍ، فتظهر المقاومة وتزداد مخاطر الإصابة باضطرابات التمثيل الغذائي.
تشير دراسة حديثة إلى أن نحو 50-70% من السعرات الحرارية اليومية قد تأتي من الكربوهيدرات، وهي من أكثر العوامل التي تحفز إفراز الأنسولين؛ وعندما تستمر مستويات الأنسولين مرتفعة، تصل الخلايا إلى حد معين وتصبح غير قادرة على الاستجابة بشكل جيد.
ونتيجةً للمقاومة المستمرة، تتغير أنماط تخزين الدهون وتزداد مخاطر الكبد الدهني وارتفاع ضغط الدم ومشكلات التوازن الغذائي والتمثيل الغذائي الأخرى.
لماذا المقاومة خطرة؟
قد يبدو الشخص في صحة ظاهرية جيدة بينما يعاني من مقاومة الأنسولين، لذلك تُسمّى بالقاتل الصامت؛ إذ لا تظهر أعراض واضحة عادة خلال نحو خمس سنوات، وربما يشعر بعضهم بالخمول أو التعب بعد الوجبات، لكن قد يصعُر التفريق بينه وبين أعراض أخرى.
وتتطور المقاومة ببطء، وعندما يُشخَّص السكري تكون المشكلة قد مضى عليها سنوات؛ فالتقديرات تشير إلى أن 10–15 سنة من المقاومة قد تُسبق تشخيص السكر.
مؤشرات تدل على المقاومة
من المؤشرات وجود زوائد جلدية وتغير في لون الجلد أو بقع داكنة مخملية في منطقة الرقبة أو الإبطين، وهذه العلامات تعد من أقوى دلائل المقاومة. كما يترافق ذلك مع دهون في البطن وتطور أعراض مثل الكبد الدهني وارتفاع ضغط الدم ومتلازمة تكيس المبايض، وكلها عوامل مباشرة للمقاومة.
الفحوصات التي تكشف المقاومة
يساعد الكشف المبكر في الوقاية من اضطرابات التمثيل الغذائي في المستقبل. من أهم الفحوص فحص الأنسولين الصائم، ثم فحص HOMA-IR الذي يأخذ بعين الاعتبار كل من الأنسولين والجلوكوز في الصيام ليعطي صورة كاملة، إضافة إلى فحص الدهون ونسبها مثل الدهون الثلاثية والكوليسترول الجيد HDL.



