تعميق فهم فوائد تطعيم HPV وضرورة شمول الذكور
تشير النتائج إلى أن الجهود العالمية لتطعيم HPV لا تزال بحاجة إلى تعزيز، إذ أظهرت دراسة حديثة أن تطعيم الذكور أيضاً قد يساهم في القضاء على سرطان عنق الرحم والسرطانات المرتبطة بالفيروس بشكل أسرع وأكثر فاعلية.
تبين أن توسيع التغطية لتشمل الأولاد إضافة إلى الفتيات يمكن أن يوفر آلاف الأرواح، ليس فقط من سرطان عنق الرحم بل من أنواع أخرى من سرطانات HPV المرتبطة بالفيروس.
يُعرِّف فيروس HPV بأنه أحد أكثر الفيروسات المنقولة جنسيًا شيوعاً، ويمكن أن ينتقل عبر ملامسة الجلد أو السوائل، وهو السبب الرئيسي لمعظم حالات سرطان عنق الرحم، إضافة إلى ارتباطه بسرطانات أخرى لدى الرجال والنساء مثل سرطان الشرج والفم والرقبة.
تبرز السياسات الصحية العامة في كثير من الدول تركيزها على تطعيم الفتيات فقط، وهو ما يخلق فجوة بين الجنسين في تلقي اللقاح.
أظهرت نماذج رياضية متقدمة أن التغطية الحالية لتطعيم الإناث وحدها لا تكفي لتحقيق مناعة القطيع ضد السلالات المسببة للسرطان من HPV.
يؤكد أبو جوميل، عالم الرياضيات والمؤلف الرئيسي للدراسة، أن تطعيم الأولاد يقلل من الضغط الناتج عن الحاجة لتطعيم نسبة كبيرة من الإناث، ويجعل القضاء على المرض هدفاً واقعياً وقابلاً للتحقيق.
تُظهر المحاكاة أن توسيع البرنامج ليشمل الذكور قد يؤدي إلى القضاء على السرطان المرتبط بالفيروس HPV خلال النطاق الزمني المتوقع، مع تأثير ملموس في تقليل وفيات السرطان المرتبطة بالفيروس.
يظل الأمل قائماً في القضاء على سرطان عنق الرحم إذا تم توسيع التغطية بشكل فعال وتكاملها مع برامج فحص وطنية قوية، حتى مع انخفاض تطعيم الفتيات.
تشير البيانات إلى ارتفاع مقلق في سرطانات HPV المرتبطة بالرجال في كوريا الجنوبية خلال عشرين عاماً.
توضح النماذج أن تطعيم الذكور يمكن أن يقلل الحالات التراكمية لسرطان عنق الرحم لدى النساء، ويخفض الوفيات الناتجة عن سرطان عنق الرحم، كما يسهم في خفض سرطانات HPV بين الرجال بحلول عام 2080.
من يجب أن يحصل على اللقاح؟
يُوصي الباحثون بتطعيم الأولاد من عمر 12 إلى 17 عامًا مع الفتيات في نفس الفئة العمرية، إضافة إلى النساء الأكبر سنًا اللاتي فاتتهن الفرصة؛ وتبيّن أن التطعيم في سن مبكر يظل فعالاً جزئياً حتى عند التأخر.
هل يمكن القضاء على سرطان عنق الرحم عالميًا؟
تُظهر التقديرات العلمية أن توسيع نطاق التطعيم ضد HPV وتحسين برامج فحص عنق الرحم قد يمهدان لإزالة سرطان عنق الرحم في 149 دولة من أصل 181 دولة بحلول نهاية القرن الحالي، ما يشير إلى أن رفع معدلات التطعيم لدى الذكور قد يكون المفتاح.
يؤكد الباحثون أن رفع تغطية التطعيم قد يقلل الوفيات الناجمة عن سرطان عنق الرحم وتحد من السرطانات المرتبطة بـ HPV لدى الرجال في المستقبل.
يقول جوميل: لا يجب أن نفقد أكثر من 350 ألف شخص سنوياً بسبب سرطان يمكن الوقاية منه، فرفع تغطية التطعيم قد يضع نهاية لفيروس HPV والسرطانات المرتبطة به على مستوى العالم.
