استعراض واستراتيجيات علمية لإدارة النوع الثاني من السكري
أظهرت مراجعةٌ نشرها عام 2024 في مجلة الغدد الصماء والتمثيل الغذائي السريرية أن تعاملنا مع مرض السكر من النوع الثاني أصبح أسهل مما كان، وذلك بفضل التقدم في فهمنا لاستعادة وظائف خلايا بيتا في البنكرياس، إذ إن اختلال وظائفه يساهم في المرض، وتدخل مبكر وموجه بدقة قد يحسن الوضع وفق تقرير نشره موقع نيوز18.
يقدّم الدكتور جاجان ديب سينغ، المتخصص في علاج السكر، استراتيجيات مدعومة علميًا يمكنها أن تغيّر وضع مرضى السكر من النوع الثاني للأفضل بحلول عام 2026، وتتضمن هذه الاستراتيجيات ما يلي.
أظهر بروتوكول الصيام المتقطع بنسبة 5:2 تأثيرًا في خفض مستوى السكر التراكمي بنحو 1.9%، مع أهمية التوقيت والتطبيق الصحيحين؛ ويفضّل البدء بصيام ليلي لمدة 14 ساعة مثل العشاء عند الساعة 7 مساءً والفطور عند الساعة 9 صباحًا، ثم زيادة المدة تدريجيًا إلى 16 ساعة، بهدف منح البنكرياس فترة راحة أيضية منتظمة دون تجويع المريض.
اجعل البروتين أولوية في كل وجبة، إذ يخفّف البروتين من ارتفاع الجلوكوز مقارنة بتناول الخبز وحده، من خلال إبطاء إفراغ المعدة وتحسين حساسية الأنسولين؛ فاحرص على 25-30 غرامًا من البروتين في كل وجبة، وهو ما يعادل تقريبًا حجم كف اليد من الدجاج أو السمك أو الجبن، أو بيضتين كاملتين مع العدس.
بناء العضلات يساعد في التخلص من الجلوكوز؛ فتمارين المقاومة تعزز قدرة الجسم على امتصاص الجلوكوز، بينما تُهمل عادةً، لذا يمكن ممارسة القرفصاء بوزن الجسم والضغط على الحائط وتمارين المقاومة باستخدام الأربطة ثلاث مرات أسبوعيًا لتحسين استجابة الجسم للأنسولين.
تحسين جودة النوم أمر حيوي؛ فالحرمان من النوم ليلة واحدة قد يضعف حساسية الأنسولين بنحو يصل إلى 25%، وتؤدي قلة النوم المزمنة إلى بيئة هرمونية تعزز مقاومة الأنسولين وارتفاع الكورتيزول وتزيد الرغبة في أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي مرتفع؛ لذا السعي للحصول على 7-8 ساعات نوم منتظمة يعزز تنظيم الجلوكوز.
استهداف فقدان الوزن بشكل فعّال يبيّن أن فقدان 5% من الوزن يحسن الهضم والتمثيل الغذائي، وأن تجنب مرض السكر عادة يتطلب خفض الوزن الكلي بنسبة 10-15%، فمثلاً لشخص يزن 85 كجم يعادل ذلك فقدان نحو 8.5-12.7 كجم؛ ولا يلزم اتباع حميات قاسية، بل يمكن تحقيق عجز يومي قدره 500 سعر حراري عبر الامتناع عن مشروب سكري واحد ووجبة خفيفة مقلية واحدة، ما يترجم إلى فقدان نحو 2 كجم شهريًا، وبالتالي يصبح هدف الوقاية من المرض واقعيًا خلال اثني عشر شهرًا.
