ينطلق الحمل العنقودي من اضطراب في تكوّن المشيمة يجعلها تنمو بشكل غير عادي داخل الرحم، دون أن يتكوّن جنين سليم كما في الحمل الطبيعي.
ما هو الحمل العنقودي؟
يُعد الحمل العنقودي جزءًا من أمراض الأرومة الغاذية الحملية، حيث تنمو أنسجة المشيمة بشكل مفرط وتملأ الرحم بحويصلات مملوءة بالسوائل تشبه حبات العنب، ما يجعل الرحم يبدو أكبر من حجمه المتوقع لعمر الحمل. وينقسم إلى نوعين رئيسيين: الحمل العنقودي الكامل الذي لا يحتوي على أي جنين أو أنسجة جنينية، والبويضة تكون فارغة وتخصّبها الحيوانات المنوية منوي واحد أو اثنان، والحمل العنقودي الجزئي الذي يحتوي على بعض النسيج الجيني الجنيني لكنه لا يستطيع الاستمرار بسبب خلل في الكروموسومات نتيجة التخصيب غير الطبيعي.
الأعراض
قد تبدو الأعراض في البداية كأعراض حمل عادي، لكنها تتطور مع مرور الأسابيع. من العلامات الشائعة نزيف مهبلي داكن اللون قد يكون متقطعًا أو مستمرًا، وغثيان وقيء أشد من المعتاد في الحمل الطبيعي، وتضخّم الرحم مقارنة بعمر الحمل، وألم أو ضغط في الحوض مع شعور بعدم الراحة. في بعض الحالات قد تظهر علامات فرط نشاط الغدة الدرقية مثل خفقان القلب والتعرق الناتج عن ارتفاع هرمون الحمل Beta-hCG بشكل أعلى من الطبيعي.
العوامل والخاطر
لا يوجد سبب واحد مفهوم للحمل العنقودي، ولكنه يرتبط غالبًا بخلل في الكروموسومات أثناء الإخصاب. تزيد احتمالية الإصابة عوامل مثل العمر تحت 20 عامًا أو فوق 35 عامًا، وجود تاريخ سابق للحالة، سوء التغذية ونقص فيتامين A، التدخين وضعف المناعة، وتكرار الحمل أو فقدان حمل سابق. هذه العوامل لا تعني حدوث الإصابة حتمًا لكنها تزيد الاحتمالية وتستدعي متابعة دقيقة للحمل من بدايته.
كيف يتم التشخيص؟
يُكتشف الحمل العنقودي عادة مبكرًا أثناء فحص الموجات فوق الصوتية، حيث تظهر الصور شكل العناقيد أو حزم من الحويصلات. كما يلاحظ ارتفاع مرتفع جدًا لمستوى هرمون الحمل Beta-hCG مقارنة بالحمل الطبيعي. في بعض الحالات يتم تحليل نسيجي بعد إفراغ الرحم لتأكيد التشخيص بشكل أدق.
العلاج والمتابعة
يعتبر العلاج المبكر ضروريًا لتجنب المضاعفات. يتم عادة إجراء توسيع وكحت لإزالة أنسجة المشيمة غير الطبيعية. في حالات معينة وخاصة مع من لا يرغبن في الحمل مستقبلاً، قد يُوصى باستئصال الرحم كخيار نهائي. بعد العلاج، يرصد مستوى هرمون الحمل في الدم بانتظام حتى يعود إلى المعدل الطبيعي، وإذا عاود الارتفاع فقد تشير إلى استمرار الخلايا غير الطبيعية أو تحولها إلى ورم أرومي حملي، وهو سرطان نادر عادة ما يكون قابلًا للعلاج الكيميائي. يُنصح بتجنب الحمل لمدة ستة أشهر إلى عام بعد التعافي حتى يستقر الهرمون وتُراقب الحالة بدقة.
نصائح الوقاية والتعامل الآمن
ابدأ المتابعة الدورية للحمل منذ بدايته باستخدام الموجات فوق الصوتية، واعتنِ بتغذية سليمة تحتوي على فيتامين A وبروتينات حيوانية. تجنّب التدخين وأي عوامل قد تؤثر في جودة البويضات أو الحيوانات المنوية. استشر الطبيب فور ظهور أي نزيف أو ألم غير عادي في بداية الحمل.
