يحدث ارتعاش العضلات كانقباضات قصيرة وغير إرادية لألياف عصبية فردية تتحكم في مجموعات عضلية صغيرة، وتظهر كقفزة أو رفرفة أو تموج تحت الجلد في مناطق مختلفة من الجسم مثل الجفن والساق والإبهام والذراع واللسان، وتُستخدم هذه الحركات عادة كدليل أن الجسم يعمل بشكل طبيعي ولا يدل على مرض خطير.
تظهر عادة الارتعاشات نتيجة نشاط ألياف عصبية محددة تتحكم في عضلات صغيرة بشكل مستقل، فتؤدي إلى انقباضات قصيرة يشعر بها الشخص كحركات طبيعية غير مقلقة غالباً.
أسباب شائعة وغير ضارة
يُعزَز ارتعاش العضلات في كثير من الأحيان بالعوامل اليومية التي تزيد من حساسية الأعصاب، فالتوتر والقلق من أكثر المحفزات شيوعاً، حيث يفرز الجسم هرمونات التوتر بما فيها الأدرينالين، ما يرفع نشاط الأعصاب ويؤدي لارتعاش العضلات في مواقف المجهود النفسي أو البدني، وتختفي هذه التشنجات عادة عندما ينخفض مستوى التوتر.
الإفراط في تناول الكافيين أو المنبهات يجعل الجهاز العصبي مفرط النشاط، ويؤدي إلى ارتعاشات عامة في الجسم، وتختفي الأعراض عند تقليل استهلاك الكافيين خلال الأيام القليلة القادمة.
قلة النوم والإرهاق الشديدين يضعفان قدرة الأعصاب والعضلات على التعافي، فيصبح الشخص أكثر عرضة لتشنجات عضلية خاصة في الساقين والذراعين والوجه، وتتحسن الحالة عند الحصول على قسط كافٍ من الراحة وممارسة تعافي مناسبة.
الإفراط في التمارين الرياضية يرهق العضلات ويؤدي إلى ارتعاش نتيجة لإجهادها وتراكم حمض اللاكتيك وتلف بسيط في الأعصاب، وتختفي الأعراض حال التوقف عن التمرين والقيام ببرنامج تعافٍ مناسب.
الجفاف واختلال توازن المعادن يسممان الجسم بنقص السوائل والمعادن، خصوصاً عند التعرق الشديد أو القيء والإسهال، ما يسهِّل حدوث ارتعاشات وتشنجات في أجزاء مختلفة من الجسم.
نقص العناصر الغذائية مثل المغنيسيوم والكالسيوم وفيتامين د وفيتامين ب12 قد يسبب ارتعاشاً عضلياً، خصوصاً في حال وجود نقص مستمر.
متلازمة الارتعاش العضلي الحميد (BFS)
يعاني بعض الأشخاص من ارتعاشات عضلية متكررة وعشوائية في جميع أنحاء الجسم لأسابيع أو شهور حتى مع عدم وجود توتر أو تعب شديد، وتُسمى هذه الحالة متلازمة الارتعاش العضلي الحميد، حيث تنتقل الارتعاشات من منطقة إلى أخرى مثل الساق إلى الذراع ثم البطن، وتكون غير مرتبطة بمرض عصبي خطير، وتظهر فحوصات القلب العصبية وجود تشنجات بسيطة وضعف أو تنميل مع بقاء القوة العضلية ضمن النطاق الطبيعي، لكنها تسبب قلقاً صحياً وتخوفاً من أمراض أكثر جدية.
علامات الإنذار المبكر
مع أن معظم الارتعاشات غير ضارة، قد تكون علامة مبكرة في حالات نادرة على اضطراب عصبي أو عضلي، وتظهر إشارات مشابهة عندما تصبح المنطقة المصابة ضعيفة وواجهة صعوبات في صعود الدرج أو رفع الأشياء، أو عندما تزداد كتلة العضلة وتصاب بالانكماش وتبدو أعضل أصغر من حجمها الأصلي، أو إذا ظهر ارتعاش في منطقة واحدة مستمر في التفاقم بدل أن ينتشر، أو إذا ظهر ارتعاش في اللسان بشكل جديد ومستمر (وهو أمر نادر ويحتاج فحصاً)، كما أن عدم استجابة الأعراض للراحة أو خفض الكافيين ومع استمرارها وتفاقمها على مدى أسابيع أو أشهر يعزز القلق بشأن أسباب خطرة. بجانب ذلك، قد يترافق اجتماع الارتعاش مع ضعف عضلي قد يحدث بسبب أمراض مثل التصلب الجانبي الضموري أو نوعين من الاعتلال العصبي، إضافة إلى أمراض عضلية نادرة، لكن الإجهاد والتعب ومتلازمة الارتعاش الحميد هي الأكثر شيوعاً من هذه الحالات.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب استشارة طبيب أو أخصائي أعصاب إذا استمر الارتعاش في التسبب بضعف عضلي، حيث يبدأ الطبيب بفحص سريري ثم يطلب فحوصاً لمستويات المعادن والفيتامينات في الدم، وبعدها قد يقرر إجراء تخطيط كهربية العضل (EMG) لتقييم وظائف العصب والعضل وتحديد السبب المحتمل.
