تشعر الكثير من الناس بارتعاشات عضلية عشوائية تدور في أجزاء من أجسامهم، وتكون عادة غير ضارة وتظهر كحركات صغيرة تحت الجلد يمكن وصفها بأنها قفزات أو رفرفة أو تموج، وقد تؤثر أحياناً على جفن العين أو الساق أو الذراع واللسان.
ما هو ارتعاش العضلات؟
يحدث ارتعاش العضلات حين تنشط ألياف عصبية فردية تتحكم في مجموعات عضلية صغيرة بشكل مستقل لإنتاج انقباضات قصيرة وغير إرادية، وتظهر هذه الانقباضات كحركات بسيطة يمكن أن يشعر بها الشخص كقفزة أو رفرفة أو تموج، وتؤثر على مناطق مختلفة من الجسم دون دلالة مرضية محددة.
أسباب شائعة وغير ضارة للارتعاش في جميع أنحاء الجسم
تنشأ غالباً هذه الارتعاشات من عوامل يومية ترفع حساسية الأعصاب وتؤدي إلى ارتعاشات عشوائية في أجزاء متفرقة من الجسم.
التوتر والقلق: يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الأدرينالين، ما يزيد نشاط الأعصاب وتواتر الارتعاش في مواقف الضغط، وتظهر تشنجات في الجفون والوجه والذراعين والساقين وتختفي مع انخفاض التوتر، وهو ما قد يثير قلقاً إضافياً عندما تستمر الأعراض.
الإفراط في تناول الكافيين أو المنبهات: يزيد الإفراط من القهوة والشاي ومشروبات الطاقة من نشاط الجهاز العصبي فتظهر ارتعاشات في جميع أنحاء الجسم، وتختفي الأعراض عند تقليل الكافيين وتستغرق عادة نحو ثلاثة أيام لإعادة الوضع إلى طبيعته.
قلة النوم والإرهاق: يؤدي نقص النوم أو الإرهاق المفرط إلى تشنجات عضلية خاصة في الساقين والذراعين والوجه، إذ تتعطل آلية التعافي وتزداد الحساسية العصبية.
الإفراط في التمارين الرياضية: يرهق العضلات بسبب كثافة التمارين وتراكم حمض اللاكتيك وتلف طفيف في الأعصاب، وتظهر الارتعاشات قبل أن يعود الأداء إلى المستوى الطبيعي مع الراحة والتعافي.
الجفاف واختلال توازن الكهارل: عندما يفتقر الجسم للماء والأملاح نتيجة التعرق أو القيء والإسهال، فإن ذلك يخل بتوازن المعادن في العضلات ويؤدي إلى الارتعاش والتشنج في مناطق مختلفة من الجسم.
نقص العناصر الغذائية: قد يعاني الجسم من نقص المغنيسيوم أو الكالسيوم أو نقص فيتامين د أو فيتامين ب12، مما يفتح باب الارتعاشات العارضة.
متلازمة ارتعاش العضلات الحميد (BFS)
يعاني بعض الأشخاص من ارتعاشات عضلية متكررة وعشوائية في مختلف أنحاء الجسم لأسابيع أو شهور دون وجود تعب أو توتر، وتُسمى هذه الحالة متلازمة الارتعاش العضلي الحميد، وهي ليست مرتبطة بمرض عصبي خطير، وتظهر الفحوص عادةً تشنجات طفيفة وضعفاً وتنميلاً مع بقاء القوة ضمن المعدل الطبيعي، لكنها تثير قلقاً صحياً من احتمال مرض التصلب الجانبي الضموري.
علامات الإنذار المبكر
مع أن معظم الارتعاشات غير ضارة، فقد تكون أحياناً علامة مبكرة على اضطراب عصبي أو عضلي، وتشمل الإشارات التحذيرية ظهور ضعف في منطقة عضلية محددة مع صعوبات في صعود الدرج، أو انكماشاً يقلل من حجم العضلة، أو ارتعاشاً يستمر في منطقة واحدة ولا ينتشر، أو ارتعاشاً في اللسان يظهر حديثاً ويستمر، كما أن عدم استجابة الأعراض للراحة أو النوم أو تقليل الكافيين واستمرارها وتوسعها لأسابيع وأشهر قد يدل على مشكلة تحتاج فحصاً دقيقاً. كما أن وجود ارتعاش مع ضعف العضلات قد يظهر في سياق أمراض مثل التصلب الجانبي الضموري واعتلالين عصبيين، إضافة إلى أمراض عضلية نادرة، وتبقى الإجهاد ومتلازمة الارتعاش الحميد أكثر شيوعاً من هذه الحالات.
متى يجب زيارة الطبيب؟
استشر طبيباً أو أخصائياً إذا استمر الارتعاش في التسبب بضعف عضلي، يبدأ الطبيب بفحص سريري ثم يطلب فحوصاً لمستويات المعادن والفيتامينات في الدم، وربما يجري تخطيطاً كهربائياً للعضلات (EMG) لتقييم وظائف الأعصاب والعضلات.
