يترافق التهاب الحلق غالبًا مع إشارة مبكرة إلى وجود التهاب فيروسي بالجهاز التنفسي، وهو غالبًا غير معقد ولا يحتاج إلى مضادات حيوية. وفي بعض الحالات يوجد سبب بكتيري بسيط مثل التهاب اللوزتين، كما قد تنجم المشكلة عن عوامل بيئية كاستنشاق الهواء الجاف أو دخان السجائر أو إجهاد الصوت لفترات طويلة.
الأعراض وسبباب الالتهاب
تظهر عادةً أعراض كالألم أثناء البلع وجفاف الحلق وارتفاع طفيف في الحرارة، وقد يرافقها أحيانًا سعال أو صداع خفيف. وبما أن الكثير من هذه الحالات يمكن التحكم فيها منزليًا، غالبًا لا تحتاج إلى تدخل دوائي قوي، لكن يجب متابعة الأعراض لأنها قد تتطلب رعاية طبية إذا استمرت أو تفاقمت.
الغَرغرة بالماء والملح كعلاج منزلي أساسي
يُعد الماء الدافئ الممزوج بنصف ملعقة صغيرة من الملح من أساليب تخفيف آلام الحلق التقليدية والفعالة؛ فالملح يخلق بيئة أقل ملاءمة للبكتيريا ويساعد في سحب السوائل من الأنسجة المنتفخة لتقليل الالتهاب. لتحضير المحلول، اخلط نصف ملعقة ملح في كوب من الماء الفاتر، واستخدمه للغرغرة لمدة نصف دقيقة ثم ابصقه، وتُكرر العملية ثلاث مرات يوميًا لتحسين الحالة تدريجيًا.
الأعشاب والمكوّنات المنزلية
الأعشاب تُعتبر من العلاجات المنزلية الآمنة التي تحتوي مركبات طبيعية مضادة للالتهاب ومهدئة للغشاء المخاطي. البابونج من أبرزها، فهو غني بمضادات الأكسدة ويهدّئ الحلق، ويمكن تطبيقه عبر نقع ملعقتين من زهر البابونج في كوب ماء مغلي لمدة عشر دقائق واستخدامه دافئًا للمضمضة أو للشرب. كما أن شاي النعناع يوفّر تأثيرًا مهدئًا بفضل المنثول، مما يساعد في تخفيف الألم وتحسين التنفس. يمكن أيضًا إجراء غرغرة بمحلول مكوّن من ملعقة خل في كوب ماء دافئ، مع الحرص على شطف الفم بالماء afterward لتجنب ملامسة الأسنان للمقطع الحمضي. أما بيكربونات الصوديوم، فتوفر توازنًا في حموضة الفم وتقلل نشاط البكتيريا؛ إذ تُذاب ملعقة صغيرة في كوب ماء دافئ وتُستخدم الغرغرة مرتين يوميًا.
الراحة والترطيب أساس التعافي
يساعد الحفاظ على رطوبة الحلق في تسريع الشفاء، فالماء والعصائر الطبيعية الدافئة، خاصةً عصير الليمون بالعسل، تساهم في ترطيب الغشاء المخاطي وتخفيف الألم. كما يُفضل تجنّب المشروبات الباردة والمنبهات التي قد تزيد من التهيّج، إضافة إلى الحفاظ على الراحة الصوتية وتجنب الحديث بصوت عالٍ أو الغناء لفترات طويلة خلال الأيام الأولى من الالتهاب.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
رغم أن معظم التهابات الحلق تزول خلال أيام بالعلاج المنزلي، يجب استشارة الطبيب إذا استمر الألم لأكثر من أسبوع، أو ارتفعت الحرارة بشكل واضح، أو ظهرت بقع بيضاء على اللوزتين، لأنها قد تشير إلى عدوى بكتيرية تستدعي علاجًا مناسبًا.
نصائح وقائية لتجنب تكرار الالتهاب
تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأكواب والملاعق، واحرص على غسل اليدين باستمرار خصوصًا في مواسم نزلات البرد. استخدم جهاز ترطيب الهواء في الأماكن الجافة، وقلل من استهلاك الأطعمة المقلية والمشروبات الغازية التي قد تهيّج الغشاء المخاطي.



