الدورة الأنفية والتنفس المتبادل
يتبادل الجسم فتحتي الأنف في ما يُعرف بالدورة الأنفية، حيث تتولى إحدى الفتحتين مهمة التنفس الأساسية، فيما تدخل الأخرى في حالة راحة بسبب احتقان بسيط، ثم يتبادلان الأدوار كل بضع ساعات دون أن يشعر الإنسان بذلك.
الفوائد العملية للدورة الأنفية
يساعد هذا التبادل في ترطيب الأغشية المخاطية ومنع جفاف الأنف، كما يحافظ على كفاءة التنفس على المدى الطويل، خصوصًا عند وجود نزلة برد أو انحراف في الحاجز الأنفي.
النوم والتجربة اليومية
عند النوم، وبالخصوص عند الاستلقاء على جانب معين، تتزايد احتقانات الفتحة السفلية بفعل الجاذبية، وعادةً لا يمثل ذلك مشكلة لأن الفتحة الأخرى تتولى التنفس، لكن إذا حل احتقان الفتحة المحتقنة فجأة فقد يشعر الإنسان بصعوبة التنفس أثناء النوم.
الشم والتمييز المكاني للرائحة
وجود فتحتي الأنف لا يخدم التنفس فحسب، بل يعزز حاسة الشم أيضًا. يدخل الهواء تدريجيًا عبر إحدى الفتحتين فيعطى لجزيئات الروائح وقتًا أطول للذوبان في الغشاء المخاطي، ما يساعد الدماغ على التقاط روائح مختلفة من كل جانب. يمكن للدماغ مقارنة الاختلافات الدقيقة بين ما تلتقطه كل فتحـة وبذلك يميّز الروائح ويتعقب مصدرها، بل إن التجارب أظهرت قدرة البشر على تحديد موقع رائحة معينة من مسافة تصل إلى نحو عشرة أمتار اعتمادًا على هذا الفرق بين الفتحتين.
لماذا لم نخلق بفتحة أنف واحدة؟
يرجع ذلك إلى سببين رئيسيين: الأول هو التناظر الثنائي للجسم البشري كميزة تطورية تجعل الأعضاء غالبًا مزدوجة، والثاني هو الأمان الوظيفي، فوجود فتحتي أنف يضمن استمرار التنفس والشم حتى إذا انسدت إحداهما بسبب مرض أو حساسية. كما أن وجود فتحة واحدة كبيرة كان سيجعل نزلات البرد أكثر خطرًا ويقلل من فوائد التنفس الأنفي مثل تنقية الهواء وتدفئته وترطيبه وتنظيم تدفقه.
خاتمة
فتحتا الأنف ليستا مجرد تفصيل شكلي، بل تصميم ذكي يخدم التنفس والشم والحماية والبقاء.



