يظهر ألم الحلق عند التثاؤب كعرضٍ يزداد مع عدد من الحالات الصحية والتهابات مختلفة، وغالبًا ما يرجع إلى عدوى أو تعرض لمهيِّجات بيئية.
أسباب شائعة للشعور بألم الحلق عند التثاؤب
التهاب الحلق العقدي هو عدوى بكتيرية تُسبب ألمًا شديدًا في الحلق، وقد يزداد الألم عند التثاؤب أو البلع، كما تظهر أعراض أخرى مثل القشعريرة والحمى وتضخُّم الغدد الليمفاوية وبروز بقع بيضاء في الحلق. يُعالج عادة بمضادات حيوية ومسكنات للألم ومضمضة بالماء والملح.
سيلان الأنف الخلفي يحدث حين يتساقط المخاط من الخلف إلى الحلق، وقد ينجم عن الحساسية أو الالتهابات أو مرض الارتجاع المعدي المريئي أو الارتجاع الحمضي المزمن. قد يُسبب التهابي الحلق يزداد عند التثاؤب أو البلع، ويتركز العلاج في معالجة السبب الأساسي، مثل علاج الارتجاع أو استخدام مضادات الهيستامين أو ترطيب المخاط بخاخ ملحي.
العدوى الفيروسية، مثل نزلات البرد والإنفلونزا، هي السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب الحلق وتزداد خلال الأشهر الباردة وتنتشر بسهولة في العائلة. تشمل أعراضها الإضافية الحمى وآلام المفاصل والطفح وتضخُّم الغدد. عادةً يزول الألم خلال أسبوع، ويعتمد العلاج على العناية الداعمة ولا تفيد المضادات الحيوية في هذه الحالات.
المهيِّجات البيئية قد تهيج الحلق وتكوِّن التهابًا يزداد مع التثاؤب أو السعال أو البلع، ومن أبرزها المواد الكيميائية والهواء الساخن الجاف وضباب الدخان والدخان. الوقاية من هذه المهيّجات هي الخط الأول لتخفيف الألم، وقد لا يمكن تفادي جميعها لكنها تقلل الالتهاب بشكل ملحوظ.
داء كثرة الوحيدات العدوائية، المعروف عادة باسم “المونو”، عدوى فيروسية تسبب ألمًا شديدًا وتورمًا في الحلق، وتزداد شدته أثناء البلع والسعال والتثاؤب. تشمل الأعراض الأخرى آلام الجسم والإرهاق والحمى وتضخم الطحال. العلاج داعم يعتمد على الراحة والسوائل ومسكنات الألم.
سرطان الحلق قد يسبب ألمًا في الحلق مع وجود كتلة خلفية في الحلق وتورم في الرقبة وصداع واحتقان. ينتشر غالبًا لدى فئات عمرية معينة وتختلف خيارات العلاج بين الأشخاص، وقد تشمل الإشعاع والجراحة والكيمياء حسب الحالة.
التهاب اللوزتين هو تورم في اللوزتين غالبًا بسبب عدوى فيروسية، ولكنه قد يكون أيضًا نتيجة عدوى بكتيرية مثل التهاب الحلق العقدي. تقع اللوزتان على جانبي الخلف، وعندما تتورّمان وتلتهبان تتسبّبان في ألم الحلق. العلاج يعتمد على السبب: إذا كان فيروسياً فالعلاج داعم، وإذا كان بكترياً فالمضاد الحيوي يُستخدم وفق توجيه الطبيب.
الخراج حول اللوزتين هو جيب مملوء بسائل خلف اللوزتين، وهو غالبًا تعقُبٌ لالتهاب اللوزتين ويُعد حالة طبية خطرة محتملة. يسبّب ألمًا ويصعّب فتح الفم والكلام والبلع، وفي حالات شديدة قد يعوق التنفُّس. يحتاج الطبيب إلى معالجة الخراج غالبًا بالتصريف، وقد يتطلب الأمر استئصال اللوزتين في بعض الحالات.
كيفية تخفيف ألم الحلق
شرب السوائل الدافئة يساعد في تخفيف الألم وترطيب الحلق، ويمكن استخدام العسل لتهدئة الحلق وتخفيف التهيج، كما يُستخدم مسكنات الألم المصرح بها وتكرير غرغرة الماء والملح وتذويب قطع الثلج أو استخدام أقراص استحلاب لتخفيف الأعراض.
متى يجب الاتصال بالطبيب؟
يجب استشارة الطبيب إذا ظهر دم في المخاط أو اللعاب، أو كان الجفاف من الأعراض، أو حدث صعوبة في التنفس أو عودة ارتجاع الحمض بشكل متكرر، أو وجود ألم أو تورم في المفاصل، أو صعوبة في البلع وألم مستمر أو تفاقم الأعراض بعد عدة أيام. وإذا لم تتحسن الأعراض خلال أيام قليلة أو تحسّنت ثم عادت فيثير القلق، فاستشر الطبيب.
