تؤكد دراسات عدة أن الحياة تتحسن بمجرد البدء بممارسة الامتنان، وتؤكد أن السعادة ليست مرتبطة بالعمر بل بنقلة في التفكير نحو التقدير والاعتراف بما نمتلكه فعلاً من جسد وحرية وأشخاص مقربين وبقاء على قيد الحياة. وفي رؤية فلسفية نفسية نشرها العالم الإسباني رافائيل سانتاندرو، لا ترتبط أفضل المراحل بالحياة بعمر محدد، بل تبدأ حين يتحول التفكير إلى الامتنان ويمكن أن يحدث في أي لحظة.
رؤية نفسية قائمة على وضوح التفكير
يؤكد سانتاندرو أن الاعتقاد السائد بأن أفضل مراحل الحياة تكون في الطفولة أو الشباب ليس القاعدة الثابتة، بل المرحلة الأفضل تبدأ عندما يصل الإنسان إلى وضوح في التفكير، ويتجنب التذمر والمبالغة ويقدّر ما يملكه من جسد وحرية وأشخاص مقربين وبقائه على قيد الحياة. يعتبر ذلك نقطة انطلاق للسعادة الحقيقية التي لا تعتمد على العمر، ويمكن أن تبدأ في أي لحظة.
دلائل علمية على أثر الامتنان
تظهر الدراسات أن ممارسة الامتنان لا تحسن المزاج فحسب، بل تؤدي أيضاً إلى تغييرات ملموسة في الدماغ، وتؤكد مؤسسات بحثية أن الامتنان يعزز المرونة العاطفية ويساعد على تحسين النظام الغذائي والنوم. كما أن تبني عقلية أكثر إيجابية يسهم في تقليل التوتر والاكتئاب والقلق، وهو ما ينعكس في خفض مخاطر المشكلات الصحية المرتبطة بهذه الحالات.
خطوات عملية لتعزيز الامتنان
تساهم ممارسة الامتنان يومياً في رؤية التجارب الحياتية من منظور أكثر إيجابية، مما يسهل تقدير اللحظة الحاضرة. يمكن تحقيق ذلك من خلال الاحتفاظ بمفكرة يومية للامتنان وتدوين الأمور الصغيرة التي تشعر بالامتنان تجاهها، كما يمكن التعبير عن التقدير للآخرين بإرسال رسالة شكر أو بريد إلكتروني أو رسالة نصية. كما أن التأمل يعتبر وسيلة فعالة لتعزيز الامتنان، فهو يوفر مساحة للهدوء والتركيز على ما يقدره الإنسان في حياته.



