يُعد قصور القلب من أكثر أمراض القلب شيوعًا عالميًا وتزداد مخاطره مع التقدم في العمر، إذ يصيب أكثر من 64 مليون شخص حول العالم وفق بيانات الاتحاد العالمي للقلب، ورغم خطورته فإن أعراضه قد تبدأ بشكل خفي ما يجعل اكتشافه مبكرًا تحديًا حقيقيًا.
يُقسَّم قصور القلب عادة إلى نوعين: قصور القلب مع الحفاظ على الكسر القذفي وقصور القلب مع انخفاض الكسر القذفي، ورغم اختلاف النهج العلاجي بينهما فإن الأعراض التي يعاني منها المرضى غالبًا ما تكون متشابهة، مما يجعل التعرف المبكر على هذه العلامات خطوة محورية للسيطرة على المرض ومنع تطوره.
أعراض مبكرة لا يجب الاستهانة بها
ومن أبرز الأعراض المبكرة انخفاض القدرة على بذل المجهود، أي انخفاض التحمل التدريجي للنشاط البدني، وقد يفسره كثيرون كشيء عادي مع التقدم في العمر، بينما قد يكون علامة مبكرة على قصور القلب. وتكون هذه المشكلة أكثر خفاءً لدى كبار السن الذين يعانون من آلام الظهر أو الركبة، إذ يقل نشاطهم البدني بسبب الألم، ما يجعل من الصعب ملاحظة تراجع التحمل وبالتالي قد يظل المرض غير مكتشف حتى يتفاقم.
مع تراجع النشاط البدني، قد يلاحظ المريض زيادة في الوزن نتيجة احتباس السوائل وليس زيادة الدهون. ويشير الطبيب إلى أن هذا الاحتقان قد يؤثر في الجهاز الهضمي مسببًا ضعف الشهية والشعور بالامتلاء السريع بعد الطعام. كما يعد تورم الساقين والكاحلين من العلامات المهمة، ففي المراحل المبكرة يظهر التورم في المساء ويختفي صباحًا، لكن مع تقدم المرض يصبح التورم مستمرًا طوال اليوم. وقد يمتد احتباس السوائل إلى الرئتين، ما يؤدي إلى ضيق في التنفس، وسعال، وصعوبة في الاستلقاء، ويشير بعض المرضى إلى حاجتهم لاستخدام وسائد إضافية أثناء النوم أو الشعور بميلهم للجلوس. وفي الحالات الأكثر شدة، قد يستيقظ المريض من النوم وهو يعاني ضيق تنفس حاد وسعال، وهو ضيق التنفس الليلي الانتيابي، علامة واضحة لتراكم السوائل في الرئتين.
احتباس السوائل ومشكلات التنفس
ومن العلامات التحذيرية الأخرى التي قد تشير إلى قصور القلب:
الشعور بأن الحذاء أصبح ضيقًا، وانتفاخ البطن، وتورم الوجه، خاصة أثناء المشي. كما أشار الدكتور إلى أن قصور القلب يؤدي إلى إفراز هرمونات مدرة للصوديوم، ما قد يسبب التبول ليلاً، كما قد تكشف الفحوصات الدورية عن مؤشرات مهمة، مثل تضخم القلب في أشعة الصدر أو ارتفاع بعض المؤشرات المعملية، مما يساعد على التشخيص المبكر.
وأكد الأطباء أن الانتباه لهذه الأعراض وعدم تجاهلها، خاصة لدى كبار السن، قد يغير بشكل كبير سرعة التشخيص وتحسين جودة الحياة.



