دراسة جديدة تشرح دور شيخوخة المشيمة في الإملاص والولادة الميتة
تكشف النتائج أن المشيمة في حالات الإجهاض تبدو أقدم من عمر الحمل المتوقع، وتشيخ مبكرًا بما يؤثر في قدرتها على تغذية الجنين ويزيد احتمال ولادة جنين ميت.
ووفقًا للمجلة الأمريكية لأمراض النساء والتوليد، ترتبط الشيخوخة المبكرة للمشيمة بتلف في الحمض النووي وتآكل في بنية الخلايا، كما ترتفع مستويات الحموض النووية الريبية الدائرية المرتبطة بالحمض النووي، ما يسهِم في تقليل قدرة المشيمة على دعم نمو الجنين.
وأظهرت التجارب أن تقليل أحد هذه الجزيئات في خلايا المشيمة تباطأ الضرر وتأخر التشيخ، ما يشير إلى أن هذه الجزيئات ليست مجرد مرافقات بل محركات نشطة لهذه العملية.
وتبرز الأهمية الإكلينيكية في إمكانية القياس المبكر، إذ يمكن قياس بعض الحموض النووية الريبية الدائرية في دم الأم خلال 15 إلى 16 أسبوعًا من الحمل، ما يعني أن فحص دم بسيط قد ينبه إلى حالات الحمل المعرضة لخطر ولادة جنين ميت قبل ظهور علامات تحذيرية، وهو ما قد يغيّر حياة الكثيرين.
وفي جانب العوامل الوراثية، استخدمت الدراسة تحليلًا جينوميًا قائمًا على الأسرة لتحديد أجزاء من الحمض النووي المرتبطة بخطر الولادة جنين ميت، بما في ذلك مناطق مرتبطة بنمو الجنين ووظيفة المشيمة وفقد الحمل.
ووفق الباحثين، يبدو أن الجينات الوراثية التي تنتقل عبر العائلة قد تتفاعل مع شيخوخة المشيمة المبكرة لتزيد من احتمال ولادة جنين ميت، وبالتالي فإن الجمع بين المؤشرات الجزيئية والمعلومات الجينية يمكن من بناء أدوات أكثر دقة لتحديد الحمل المعرض للخطر والتدخل مبكرًا.
كما رُبطت الحموض النووية الريبية الدائرية بالشيخوخة في أنسجة أخرى وأمراض متعددة، بما في ذلك مرض الزهايمر، مما يؤكد أن فهم دورها في الحمل قد يفتح نوافذ جديدة لفهم كيفية تأثير الشيخوخة على الصحة العامة.
يعمل فريق البحث حاليًا على التحقق من صحة النتائج في مجموعات سكانية أوسع وأكثر تنوعًا، وتطوير أدوات فحص عملية تهدف إلى التنبؤ بالإجهاض والوقاية منه، ما يمنح الأطفال أفضل فرصة للحياة.
