تقدير أثر الذكاء الاصطناعي البيئي ومراكز البيانات
تكشف دراسة حديثة أن استهلاك المياه عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي في مراكز البيانات قد يفوق الاستهلاك العالمي للمياه المعبأة في عام واحد، كما أن بصمتها الكربونية قد تعادل بصمة مدينة نيويورك في تلك السنة.
اعتمدت الدراسة على بيانات عامة للانبعاثات واستهلاك المياه، إضافة إلى تقارير الشركات الكبرى مثل جوجل وميتا وأمازون، رغم أن الأرقام الدقيقة تبقى صعبة بسبب عدم تفريق الشركات بين الأحمال التي تستخدم الذكاء الاصطناعي وتلك التي لا تستخدمه في تقاريرها البيئية.
وجد الباحثون أن البصمة الكربونية لأنظمة الذكاء الاصطناعي وحدها قد تتراوح بين 32.6 و79.7 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في 2025، وهو ما يعادل انبعاثات مدينة نيويورك في تلك السنة.
وتشير التقديرات إلى أن البصمة المائية لأحمال الذكاء الاصطناعي التي تشغلها مراكز البيانات تتراوح بين 312.5 و764.6 مليار لتر، وهو رقم يفوق استهلاك المياه المعبأة عالمياً في عام واحد.
يُعد الاستدلال، أي العمليات الحسابية اللازمة لإيجاد إجابات لطلبات المستخدمين، المحرك الرئيسي للأثر البيئي لأنه يتطلب طاقة وماء على نطاق واسع مع وجود ملايين الاستعلامات اليومية.
وتبرز النتائج أن زيادة الطلب على الذكاء الاصطناعي تتجاوز تحسينات كفاءة مراكز البيانات، فالتقنيات الأفضل تقود إلى مزيد من الاستخدام وليس تقليل الأثر.
تطرح الدراسة نقطتين حاسمتين: أولاهما أن الحاجة الضخمة للبنية التحتية تجعل من الذكاء الاصطناعي قطاعاً يستحق رقابة بيئية وتنظيمية عالية، مماثلة لقطاعات الاتصالات والطيران والصناعات الثقيلة، وثانيهما أن الرقابة يجب أن تكون فعالة ومتناسبة مع التطور السريع في التقنية.
وتدعو إلى اعتبار الذكاء الاصطناعي كقطاع يحتاج رقابة بيئية صارمة، مع إشراف تنظيمي مشابه للقطاعات الكبرى، وتحسين الشفافية في تقارير الانبعاثات واستهلاك المياه لإتاحة فهم أوسع لتأثيره.



