يتسبب ارتجاع الحمض في إزعاج عابر ومؤقت للراحة، لكن عند بعض الأشخاص قد يتحول إلى حالة مزمنة قد تصل إلى مرحلة ما قبل السرطان، حيث قد تتغير بطانة المريء السفلي إلى خلايا غير طبيعية تعرف بمريء باريت. كما أن نسبة تقارب العشرة بالمئة من المصابين بالارتجاع الحمضي المزمن قد يلاحظون هذا التغير، وإن معظمهم لا يصاب بالسرطان.
متى يكون الارتجاع الحمضي خطيراً؟
تكمن المخاطر في التدفق العكسي المستمر للحمض وليس فقط في شعور الحرق. عندما تضعف العضلة العاصرة المريئية السفلى، المسماة ببوابة الحمض، يصبح من الأسهل صعود الحمض إلى المريء بسبب ضعف الاحتجاز في المعدة. يعزى ذلك إلى عوامل مثل نقص المغنيسيوم، والتوتر الشديد، وقلة النوم، والجفاف، وتناول وجبات خفيفة في وقت متأخر من الليل، وكلها تؤثر في الهضم وتضعف الحاجز.
عندما يصل الحمض إلى المريء يهيج الأنسجة التي ليست مصممة لتحمله، فثمة احتمال لتآكل البطانة والتهابها، ويمكن أن يغير الخلايا مكونة التحول النسيجي المعروف بمريء باريت. مع استمرار هذه التغيرات تزداد مخاطر حدوث طفرات أخرى، وفي حال استمرارها قد يتطور الأمر إلى خلل التنسج، وهو المرحلة التي تسبق سرطان المريء مباشرة. ويرتفع الخطر في الرجال بسبب عوامل مثل استهلاك المغنيسيوم بوتيرة أعلى وتكدس الدهون الحشوية والوجبات الليلية الدسمة، مما يضعف الحاجز ويعيق الهضم السليم.
علامات تحذيرية
تشير علامات إلى أن الارتجاع قد تجاوز مجرد إزعاج عابر وتطور إلى حالة مزمنة، منها حرقان المعدة المتكرر أو الشديد، ووجود حرقان حتى بدون تناول الطعام، وصعوبة في البلع والشعور بأن الطعام عالق، وبحة صوت مستمرة، وسعال مستمر، وتنظيف الحلق المتكرر، والشعور بوجود كتلة في الحلق، ووجود قرحات في الحلق أو الفم.
طرق الوقاية الرئيسية من الارتجاع
الطريقة الأولى: اتباع قاعدة الثلاث ساعات
توقف عن تناول الطعام قبل النوم بثلاث ساعات، فوجود الطعام في المعدة أثناء النوم يرفع الضغط ويرخي صمامات المريء، مما يسمح للحمض بالعودة إلى المريء أثناء النوم.
الطريقة الثانية: تقوية بوابة الحمض
قوِّ العضلة العاصرة المريئية السفلى لتقليل صعود الحمض إلى المريء، وتعتبر إحدى أسرع الطرق تعزيز تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم مثل الأفوكادو، السبانخ، بذور اليقطين والشيا، الكينوا واللوز، والنظر في إضافة مكمل غذائي من المغنيسيوم وفق استشارة الطبيب.
الطريقة الثالثة: إزالة أو تحييد المحفزات اليومية
ابدأ بإزالة المحفزات الغذائية والعادات التي تضعف حاجز الحمض وتدفع الحمض باتجاه المريء، مثل الشوكولاتة والأطعمة الحارة والثوم والبصل والسكر والأطعمة فائقة المعالجة والوجبات الليلية الدسمة. إذا لم تتمكن من التخلص التام منها، فاعمل على تقليل قوة الحمض وضغطه قبل وصوله إلى المريء من خلال شرب معظم الماء في الصباح وتجنب شرب كميات كبيرة من الماء في الليل، فقد يوسع ذلك المعدة ويرخي الحاجز. كما يُنصح بتقليل الكحول والكافيين لأنها تساهم في ارتخاء الحموضة وارتفاعها.



