دفع التطوير في منطقة نجران إلى تعزيز المشهد الحضري وتحسين جودة الحياة من خلال تنفيذ مشروعات لتصريف السيول والأمطار وتحسين البنية التحتية، حيث بلغت قيمة المشاريع نحو 711 مليوناً و164 ألف ريال ضمن خطة المملكة 2030.
وأعلنت أمانة منطقة نجران عن إنشاء 9 متنزهات طبيعية و110 حدائق و36 ممشى رياضياً، لتلبية احتياجات الزوار من داخل المدينة وخارجها، مع مناظر طبيعية تزينها الورود والأشجار والمسطحات الخضراء، ويعد متنزه الملك فهد الوطني في غابة سقام من أبرز المعالم، ويمتد على مساحة تصل إلى 4 ملايين متر مربع.
وعززت نجران موقعها الثقافي بمواقع أثرية مهمة، مثل مدينة الأخدود التي ترتبط بقصة أصحاب الأخدود في القرآن الكريم وتعود آثارها إلى القرنين الرابع والخامس الميلاديين، وتظهر فيها نقوش سبأ ومسندة وجدران حجرية ضخمة، وتصبح اليوم متحفاً حياً مفتوحاً يستقبل الزوار.
وتضم المنطقة أبار حمى الثقافية المدرجة ضمن التراث العالمي لليونسكو، وتحتضن أكثر من 5500 نقش صخري تعود إلى عصور مختلفة، وتعد نحوها مرجعاً لباحثي الآثار وتوثق حياة الجزيرة عبر العصور، كما كانت محطة رئيسة في طريق القوافل القديمة وتستمر كمنطقة حضرية نشطة حتى اليوم.
ويمثل التراث العمراني في نجران جزءاً من الهوية الثقافية، وتبرز فيها منازل الطين والحجر بتصاميم فريدة تعكس العادات المحلية، وتروي الأزقة الضيقة والأبواب الخشبية المنحوتة حكايات الحياة الاجتماعية، في حين تعكس البيوت الطينية جوهر الأصالة ويخلّد تاريخ القرى الطينية.
وتُعد المنطقة الزراعية في نجران من أهم المناطق في المملكة بفضل مناخها المعتدل وارتفاعها الذي يتجاوز 1200 متر، مما يسمح بزراعة الفواكه والخضراوات على مدار السنة بجودة عالية، وتضم أكثر من 5000 مزرعة تمتد على مساحة تزيد عن 27000 هكتار، وهو ما يعزز مكانتها كأحد أبرز محاور الإنتاج الزراعي.
وتتسارع وتيرة النمو في نجران، ما يجعلها وجهة استثمارية رئيسة في الجنوب، مستفيدة من موقعها الجغرافي وثرواتها، إضافة إلى بنية تحتية متطورة، حيث تضم نحو 90 مصنعاً، بما فيها 29 مصنعاً تعمل في مجالات الغذاء والكيمياء والبلاستيك والورق، كما تمتلك مناطق تعدينية تحتوي على خامات ذهب ونحاس وحديد وأحجار زينة، ومواقع احتياطية لخامات النحاس والزنك تمتد على مساحات واسعة.
وأشاد عدد من السياح الأجانب بزيارة منطقة نجران، مؤكدين أن التقاء التاريخ بجمال الطبيعة يوفر تجربة ثقافية غنية تعكس تلاقي الحضارات وتوثق الإرث غير المادي، معتبرين نجران وجهة تستحق الاستكشاف والزيارة.



