أظهرت دراسة حديثة نُشرت في عدد يناير 2026 من مجلة الطب الحيوي والعلاج الدوائي أن المحليات الصناعية، وعلى رأسها الأسبارتام، قد ترتبط بخطر محتمل على صحة القلب والدماغ.
عند إعطاء الفئران جرعة تعادل سدس الحد الأقصى الموصى به يوميًا للاستهلاك البشري، ظهر تضخم طفيف في عضلة القلب، وهو زيادة غير طبيعية في سمك عضلة القلب، إضافة إلى علامات تراجع في الأداء الإدراكي وفق تقرير نيوز ويك.
ووجد الباحثون أن الأسبارتام يقلل من دهون الجسم بنحو 20% تقريبًا، ولكنه يرافقه زيادة غير طبيعية في سماكة جدار عضلة القلب، كما تم تقييمه بتصوير الرنين المغناطيسي والتحليل النسيجي. وأظهرت الفئران المعرضة للأسبارتام علامات تراجع في الأداء الإدراكي، بما في ذلك انخفاض الوعي المكاني والقدرة على التذكر، وفق اختبارات سلوكية.
ما هو الأسبارتام؟
يُعرَّف الأسبارتام بأنه محلي صناعي أحلى من سكر المائدة بحوالي 200 مرة، ويُستخدم لإضفاء الحلاوة مع الحد الأدنى من السعرات الحرارية وهو مُعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ويُوجد عادة في المشروبات والحلويات والعلكة ومنتجات الألبان والحبوب وبعض الأدوية التي تباع بدون وصفة.
مخاطر المحليات وتداعياتها الصحية
تشير الأبحاث إلى أن الإريثريتول، وهو محلي صناعي آخر شائع، قد يكون له مخاطر صحية، خاصة مع وجود قلق حول تأثيره على الصحة القلبية الوعائية، وهو موضوع يُناقَش في سياق النظام الغذائي الأمريكي وما يرافقه من بدائل منخفضة السعرات للسكر.
وفي دراسة مدعومة من المعاهد الوطنية للصحة عام 2023، وُجد أن الأشخاص ذوي مستويات الإريثريتول المرتفعة في الدم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفاة، كما أظهرت الأبحاث المخبرية أن الإريثريتول يزيد من تكوّن الجلطات والإجهاد التأكسدي في الأوعية الدماغية، مما يضعف وظائفها.
دراسات طويلة الأمد وآفاق السلامة
وفي دراسة استباقية استمرت ثماني سنوات وشملت أكثر من 12,700 بالغ، ونشرت في مجلة علم الأعصاب في سبتمبر 2025، أفادت بأن استهلاك المحليات منخفضة السعرات الحرارية أو الخالية منها، بما في ذلك الأسبارتام والإريثريتول، يرتبط بتسارع وتيرة التدهور المعرفي، ولا سيما في الذاكرة والطلاقة اللفظية لدى من تقل أعمارهم عن 60 عامًا. وأشار مؤلفو الدراسة إلى وجود قيود مثل احتمال وجود أخطاء في قياس النظام الغذائي وعوامل مُربكة، لكنهم أكدوا على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث الطويلة الأمد. كما كتب مؤلفو الدراسة في مجلة الطب الحيوي والعلاج الدوائي أن النتائج تشير إلى أن الأسبارتام بالجرعات المسموح بها قد يضر بوظائف الأعضاء الرئيسية، ولذا يُنصح بإعادة تقييم حدود السلامة البشرية.
وقالت الباحثة أوبرن بيري من جامعة كولورادو بولدر في سياق القمة الأمريكية لعلم وظائف الأعضاء: “على الرغم من أن الإريثريتول يُستخدم على نطاق واسع في المنتجات الخالية من السكر كبديل صحي، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم تأثيره على صحة الأوعية الدموية بشكل كامل، وينبغي أن يلتزم الناس بالانتباه إلى كمية الإريثريتول التي يستهلكونها يوميًا.”
