جهود المملكة في الإدارة المستدامة للأراضي ومكافحة التصحر
أبرزت المملكة العربية السعودية تجربتها في تعزيز الإدارة المستدامة للأراضي ومكافحة التصحر وربطها بالأهداف الوطنية للوصول إلى حياد تدهور الأراضي، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتبرز جهودها في دعم القضايا البيئية ومواجهة التحديات العالمية في هذا المجال.
شارك البرنامج الوطني للتشجير في جلسة حوارية على هامش أعمال الدورة الثالثة والعشرين للجنة استعراض تنفيذ اتفاقية مكافحة التصحر CRIC23 التي عقدت في جمهورية بنما بمشاركة 197 طرفاً من الدول الأعضاء، بهدف مناقشة أبرز ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي وتبادل الخبرات والآراء حولها، إضافة إلى استعراض أهداف التنمية المستدامة بصورة منظمة وديناميكية، بما يسهم في تعزيز إطار تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ودعم حلول أكثر تأثيراً في تأهيل الأراضي واستعادتها.
أوضح المهندس تركي المطيري من البرنامج الوطني للتشجير أن المملكة رسمت خطة رئيسة وخارطة طريق لإعادة تأهيل الأراضي وتنفيذ مشاريع التشجير في جميع مناطق المملكة، وتطبقها على ثلاث مراحل. وتستهدف المرحلة الأولى، الممتدة من 2021م إلى 2030م، إعادة تأهيل 2.5 مليون هكتار من الأراضي، وزراعة 215 مليون شجرة، بالاعتماد على الحلول المستندة إلى الطبيعة. وحتى الآن جرى إعادة تأهيل أكثر من 500 ألف هكتار، وزراعة ما يزيد على 151 مليون شجرة.
وتمتد المرحلة الثانية حتى عام 2060م، وتستهدف إعادة تأهيل 22.8 مليون هكتار، وزراعة 4.7 مليارات شجرة، من خلال توسيع نطاق التشجير ليشمل جميع القطاعات، فيما تركز المرحلة الثالثة والأخيرة على الاستدامة، وتمتد حتى عام 2100م، وتستهدف إعادة تأهيل 40 مليون هكتار، وزراعة 10 مليارات شجرة.
وأوضح المطيري أن الخطة الرئيسة لإعادة تأهيل الأراضي، التي انطلقت عام 2021م، نُفذت عبر أربعة مجالات شملت 11 منطقة عمل، وهي: النطاق البيئي، والنطاق الزراعي، والنطاق الحضري، ونطاق النقل. وأشار إلى أن مناطق العمل تضمنت أشجار المانجروف، والغابات الجبلية، والوديان، والمستنقعات الداخلية، والمناطق المحمية (المتنزهات الوطنية)، والأحزمة الخضراء، والمراعي، ومجال الزراعة، وجوانب الطرق السريعة والسكك الحديدية، والأراضي الحضرية (المنشآت والمرافق الصحية)، والمناطق المحيطة بمحطات معالجة المياه (WTPS1).
وتؤكد المملكة استمرار جهودها عبر رئاستها للدورة السادسة عشرة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16) لتعزيز التعاون الدولي في مجال الاستدامة البيئية والتقليل من آثار التغيرات المناخية، إضافة إلى مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» التي تعزز الجهود الوطنية والإقليمية في هذا المجال.



