تؤكد الكاتبة تهاني عبدالله الخيال أن التحول الاستراتيجي الذي تقوده المملكة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية يعزز مكانتها عالميًا، وأن التطورات المتسارعة في البنية التحتية والتشغيل والرقمنة دفعت المملكة إلى قفزة قدرها 17 مرتبة في مؤشر الأداء اللوجستي للبنك الدولي لعام 2024، وهو ما وضعها على مسار واضح لتكون محورًا عالميًا للتجارة يربط الموانئ بالأسواق ويقوّي حضورها في سلاسل الإمداد الدولية، انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى إدراج المملكة ضمن أفضل 10 دول عالميًا في مؤشر الأداء اللوجستي.
قفزة لوجستية بأرقام دولية
أوضحت الخيال أن قطاع الموانئ شهد تطورًا ملحوظًا، حيث بلغ حجم المناولة خلال 2024 تحت مظلة مبادرات «موانئ» والإشراف من الهيئة العامة للنقل والطيران المدني 10.6 ملايين حاوية قياسية، وهو أعلى رقم في تاريخ الموانئ الوطنية بارتفاع 17%.
كما بلغ زمن بقاء الحاويات في ميناء جدة الإسلامي 3.5 أيام فقط، وهو أقصر من المعدل العالمي المتوقع بين 6 و8 أيام، فتصبح الميناء من أسرع موانئ العالم في دورة المناولة.
السماء توسّع الربط القاري
وعلى صعيد قطاع الطيران، تستهدف الاستراتيجية الوطنية للطيران المدني الوصول إلى 250 وجهة دولية وخدمة 330 مليون مسافر سنويًا بحلول 2030، بما يعزز موقع المملكة كمركز يربط آسيا وإفريقيا وأوروبا.
استثمار القيادة والشراكات
وأشارت الكاتبة إلى أن قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإشراف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان—حفظهما الله—تدفعان المملكة بخطوات واثقة نحو تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي تسعى لإدراجها ضمن أفضل 10 دول عالميًا في مؤشر الأداء اللوجستي بحلول 2030، مع إطلاق برنامج «NIDLP» لجذب الاستثمارات النوعية وتوقيع أكثر من 60 اتفاقية دولية خلال 2025، من أبرزها دعم الممر الاقتصادي الهندي–الشرق الأوسط–أوروبا.
تحول يتجاوز الاقتصاد
وفي ختام المقال، أشارت الخيال إلى أن ما تحقق ليس مجرد إنجاز اقتصادي، بل تحول استراتيجي يربط الإنتاج بالصادرات ويعيد تموضع المملكة من قلب العالم الإسلامي إلى قلب العالم التجاري، حيث تشكّل مسارات تجارة جديدة وتُكتب فصول ريادة المستقبل.



